ما لم تقله لي الجدة ..
تتعالى اصواتهم
وطن
.... وطن
....... وطن احمر
.............وطن اخضر
نستيقظ كل يوم على صراخ
باعة الأوطان
نفتح نوافذ أوجاعنا .. ونردد
غدا سنقيم عليهم الحد
هكذا هم كل يوم
وهكذا نحن كل صباح
لا احد يمكنه أن يعلمنا
أبجدية التقدم أو التراجع
ولا احد يمكنه أن يزرع فينا
قافية القلق على وطن
ابتلعته الأرصفة
هذا ما لم تقله لي الجدة
ذات غدير ...
انبأني العراف الذي
مر ولم ينبئ لميعة
إن ليلي سِفر طويل
يلثم عاصفة وجعي
يشبه سراب أحلامي
يلاحقني التكرار
يلازمني الظل حليفا ..
له أكثر من عهد
والشمس لا زالت بكرا
وأنتِ ,
أيتها المتسربلة في دياجيرهم
تأتين مع أقداح الليل
تسكبين نبضك في نشوتهم
سماؤك المغبرة .. بعفونتهم
كل شيء هناك .....
يتهجد
يصلي
يئن
يبكي
صدى العفة في صوت المحصنات
يستل الرغبة .. من لحىً
لها الكرامات تستباح
تلك مدن لطالما فكرنا بهجرها
وعانقنا سيل أوهامنا
لنتأرجح بين ضياع وضياع
لنخنق كركرات الأيتام
لنغتال ألوان الأشرطة
هكذا .. أسارير الضياء وحدها
تشير إلينا بأصابع الانتشار
أن تريثوا ..
إنهم يمرون مسرعين ..
يقتاتون على أوجاعنا
فيزدادوا ثراءاً...
ونثرى ألما
الحياة وحدها لا تعني الاستمرار
فالموت في وطني قاب فكرة أو أدنى
وهذا هو أيضا ما لم تقله لي الجدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق