أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

تأملات في احسن القصص.....في رحاب قصة نبي الله موسى (عليه السلام ) ....... بقلم : جواد الحجاج /// العراق



في رحاب قصة نبي الله موسى (عليه السلام )
قوله عز من قائل :
(( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) القصص 25
الحق ان القرآن الكريم لم يصرح باسم الشيخ والد الفتاة لكن جمع من المفسرين والباحثين رجحوا ان يكون شعيب النبي ولا يستبعد ذلك عقلا بدلالة الاحترام الكبير الذي اولاه نبي الله موسى (عليه السلام ) للشيخ وطريقة التعامل والروايات التي تعضد ذلك و تسلمه العصا المعجزة منه .. ولا يشكل بطول العمر لأن ذلك ليس على الله بعزيز أما لماذا لم يصرح القرآن بذلك فذلك يعود الى المنهج القرآني الذي يركز على الحدث و أصل القضية..
والآن نعود الى التساؤل الأهم .. كيف ولماذا قبل موسى (عليه السلام ) فهذا مانريد أن نقف عليه لأهميته :
النبي المرسل قبل أن يتشرف بحمل الرسالة من قبل المولى (عز وجل ) يمر بكثير من التجارب الحياتية التي تكسبه خبرة عملية في مواجهة ما يستجد من أحداث قادمة ..
إن موسى (ع) أدرك وبيقين أن تعرفه على نبي كريم بمكانة وقدر شعيب (عليه السلام ) هي رسالة إلهية عليه قراءتها بتمعن .. ويستفيد من كل لحظة يقضيها مع هذا النبي الكريم وان مسألة ارتباطهما بمصاهرة كان الإطار الخارجي الشكلي لعلاقة روحية ورسالية أقدس وأقوى وأكثر عمقا جمعتهما.. كان موسى بحاجة ماسة جدا لتلك السنوات العشر أفادت موسى في تهيئته نفسيا لتحمل رسالة شاقة تنتظره في قابل الأيام ..
في السنوات العشر قدم شعيب لموسى (عليهما السلام )خلاصة تجربته الحياتية والرسالية فكما مر بنا إن شعيب هو النبي الوحيد الذي أرسل في مهمتين رساليتين لأمتين مختلفتين الأمر الذي أفاد الكليم كثيرا في هذه المرحلة الحياتية ..
ومن الناحية الروحانية العرفانية فإن شعيب الذي فقد بصره مرتين من فرط بكائه و وجده وذوبانه في حب مولاه الحق سبحانه .. قد هيأ لموسى جوا عرفانيا وروحيا ساعده على طي الكثير من المراحل في رحلة تكامله المعنوي ..
جواد الحجاج / تأملات في احسن القصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق