أبحث عن موضوع

الخميس، 12 فبراير 2015

التطور في النص .................. بقلم : سعد المظفر /// العراق




أن الشعر لدى أية أمة يعتمد في تأثيره على مقدار ما يحمله من صور الجمال والإبداع لأنه قائم على الإيجاز والاختصار وإصابة المعنى في الوقت عينه، وهذا بالذات ما يميزه عن النثر، وهذا المفهوم عام موجود لدى جميع أمم الأرض، لكن خصوصية الشعر في كل أمة أو شعب هي في خصوصية الصور الجمالية والطرائق الإبداعية في هذه الأمة التي تميزها عن خصوصيات الأمم الأخرى، فجميع الشعوب - ولاشك - تقدر القيم النبيلة كالكرم والشجاعة والشهامة والإخلاص...الخ لكنها تعبر عنها بأسلوب مختلف وبصور مختلفة، وصحيح أيضًا أن الشعر "تعبير بكلمات قليلة عن مضمون كبير" لكن هذه الخاصية ليست ملكًا للعرب وحدهم، لأن الشعر الإنساني كله يتصف بهذه الصفة، وهو مرتبط بالغناء، لذلك احتاج إلى الاختصار والإيجاز. فالوزن والقافية هما من الظواهر الإيقاعية صيغ بهما الكلام المغنى وكان اللحن الموسيقي للأغنيات يحتاج إلى كلمات قصيرة خفيفة معبرة لا إلى نص طويل ثقيل. ولكن التمايز يبقى بين تجربة العرب وتجارب غيرهم، فالأوزان العربية والبحور من رجز ومتدارك ورمل ووافر وطويل مستقاة هي وأسماؤها من البيئة الصحراوية البدوية، أما عند الشعوب الأخرى فقد وجدت أوزان خاصة مختلفة عن الأوزان العربية تناسب بيئتهم وتلائم الفن والذوق الغنائي لديهم، وإن كون شكسبير هو أول من حرر الشعر الإنكليزي من أوزان القافية الشعرية الفخمة القديمة، و"والت ويتمان" هو الذي حرر الشعر الأمريكي من القافية القديمة، يدل على أن الشعر الإفرنجي كان له قافية ووزن، وهي ميزة يتميز بها أي شعر لارتباطه بالإيقاع والغناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق