تبا وسحقا للزمان الغادر
أسلم قياد زمامه للفاجر
قد سل سيفا للشريف محاربا
أرداه مهموما كسير الخاطر
يرميه من حقد بكل رزية
ومن البلايا مثل غيم ماطر
أدمى له القلب بخنجر غيه
أغراه بالايذاء قلة ناصر
فاذا به من غربة مستوحشا
يشكوا الى الماضي أزدراء الحاضر
قد كان نجما في السماء لامعا
ترنوا له حسدا عيون الناظر
واليوم يا اسفاه خر الى الثرى
وعلا نجيم من صنيع الساحر
وغدا الوضيع سيدا في قومه
والشيخ امسى تبع أمر القاصر
والصدق منبوذا كأنه سبة
والكذب أمسى من مزايا الشاطر
وحدا بركب الناس أهل جهالة
فاذا همو في التيه بين كواسر
زمن به صار الجهول منظٌرا
والغر مستنصح غدا للماهر
حتى الشهادات تباع وتشترى
فالعلم صار بضاعة للتاجر
وتصافح الاضداد بعد عداوة
فاذا العفيف مرافقا للداعر
وتأكلت قيم المرؤة بعدما
كانت أمانا في الزمان العابر
حتى انتهينا لا نؤمن بعضنا
لا أمن حتى في وجود الناطر
وتغيرت سنن الحياة جميعها
أمسى التقي يخاف نقد العاهر
عبد الكريم الحسون
12/2/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق