يعتبر هايد إن شعر الحداثة ولد في المدينة عن طريق بودلير وليس هايد فقط بل هنا كثير من النقاد يعتقدون ان المجموعة الشعرية ( إزهار الشر ) لبودلير كانت بداية الحداثة الشعرية وهذه المجموعة نُشرت في طبعتها الأولى سنة 1857، وتبوأت مكانة في الحركات الأدبية الرمزية والحداثية. وانتقل الحداثة للعالم كله من خلال ترجمه النصوص وكان دخولها للعراق عام 1947 على يد بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وشاذل طاقة واستمر التقدم والتحديث بالشعر حتى وصلنا الى قصيدة النثر وظهرت أصوت كثيرة تكتب النثر تناول بعض التجارب محمد احمد الفارس احد كتاب النثر يقول في احد نصوص
نخلع الحزن البارد
من جلود شتاء أتنا
نلملم ما تبقى من دموعنا
ثم ننتظر جرس الإمطار
فصلآ تأخر عن موعده
قليلآ او كثير لا نعلم
وقد أكلتنا المجاعات بصمتها
كذنوب مارقة سحقتنا
صناديقها المفرغة
تنام موجات الضوء
خطاب عام يوجهه الشاعر يحمل طابع الأمل وكانت الضربة الشعرية في الخاتمة بوصفه تنام موجات الضوء أنها حداثة يخرج فيها الفارس عن المألوف كي يعطي خصوصية في منتج الأدبي ويكون ما يكتبه شعر لا كلام متداول فالشعر له سياقات ترتقي به على الإنشاء بعد الاطلاع على تجربة محمد احمد الفارس نطالع الشاعر الحلي عبد الهادي عباس وهو صاحب تجربة شعرية تمتد لسنين طوال يقول في نص من نصوصه
يالدهشته....
كلما غازلته الطيور..
أوقد الشمع من ضلعه.
وقال: الفضاء هنا من دخان...
وحده كان اصبعه الماء...
والقابه باقة القش والأقحوان
وان غاب يوما...تهدم ضلع المكان
وكانت هنا قطط........ وكلاب هناك
تعدد في الطرح وانتقالات مختلفة أنها مجموعة أفكار تداخلت في سياق واحد اسمه النص وكما هو معرف ان قصيدة النثر لا تضع اهتمام للبنيوية وهي مفتوحة يمكن ان يكون فيها اي تداخل والشاعر ادخل صور كثيرة وهذا التنوع يصنع جوانب جمالية فيكون كل مقطع نص مستقل في ذاته يمكن التفكير فيه ومع الاختلاف في الخطابين عند الفارس وعباس نجد مهدي سهم الربيعي يطرح علاماته حيث يقول
مكَكُلُّ اللَّيَالِي الْفَارِغَاتِ...
مَشَاعِري الْبَارِدَةِ
تَأَنَّ أنِينَ مُشَرَّدٍ فِي لَيْلَةِ شِتَاءِ
ضِقْتِ ذَرِعًا بِهَا
مو حَشَّةٌ تَمْيَلُ لِلسُّبََّاتِ
بِلَحْظَةِ تَحْتَوِينَي رَغْمَ أَنْفِي..
دراما فنية تتضح في كتابة الربيعي الذي يتحدث عن مشهد داخلي وإحساس فاض به ترجمه لنا وكان الشاعر العراقي يوسف الصائغ يشتغل بهذا اللون الذي هو محاكا وتتخلله تداخلات متنوعة يعرفها باختين بطريقته اما الكاتب حسين عنون السلطاني كتب يقول
أضاع تاريخه في واقعة أحرقت أوراقه
تركته يتعكز علی قطعة قماش في متحف ما
او قطعة عظام تركها كلب للمتحف
او عبارة نسيتها
علی غلاف من زجاج
يحتوي رائحتي
وبعض سمرة غلفتني
اتركوني أبقى سنوات
لأفر من رائحة الموت
هناك تناغم بين أكثر الكتابات النثرية التي تكون صور متفرقة في النص واحد لا يجمعها سياق محدد وكثير ما يحدث زحف عن الفكرة فالسلطاني يروي عن شخصية لكن يتنوع في طرحه مع توظيفه لوجده في منتجه
سعد المظفر يرى الغزل طريقة للتعبير عن مكنونه حيث يقول في احد كاتباته
سجلي على التراب أو على الضفاف
بغصن فأنت حبيبتي
و استبدلي الكلمات التي فيها انتظار
لك القلب ولي الهذيان
على ذهب خرائب الهمس تبنى
على وجع تماثيلي ..بالمختصر شعراء
العجيزة نشبه الملوك والملائكة
نوقض الحلم قبل الاغتيال
اختزل المظفر اللغة بشعرية والشعر كلام مضغوط يمكن تحليليه واستخراج منه الكثير من المعاني والشعر لعبة الكلام وقد استطاع الشاعر ان يستغل موهبته مكون نصه الذي نسجه وكانت مشاعر يبوح بها مع بعض التمرد والرفض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق