أرمقُ على بُعدِ قابِ قوسينِ أو أدنى من جثّتي عابرَ سبيلٍ ابتدعَهُ خيالي وفي غفلة مني أضلَّ الطريقَ حتى اهتدى إليَّ بنور انبثق من كياني،تنسابُ الأماني في عروقي حلما شقيا فها هو عابرُ السبيل يهديني وردةً تنتفضُ الرّوحُ لأحيا من بعدِ نزاع.
عابرُ سبيلٍ غزلْتُهُ بنولِ الخيالِ أسطورةً أمسى بريقَ الدَّهشاتِ في زمنِ الرّكودِ والحيرةِ، هو ابتكارات هذياني .ما استسلمت صاغرة للحروف العتيقة الباهتة وأنا أبحث له عن اسم لم تنطقْهُ بعدُ الشّفاهُ لأطوّق به الكونَ عشقاً
لأنقشه على شجرة الخلود بمدادٍ هو عصارةُ زهورٍ بريَّةٍ نَمَتْ على ضفّتَيِ الحنينِ،اسم سيكونُ خلاصةً للغةٍ قدسيّةٍ
في كلّ حرفٍ منهُ ستُتْلى آياتُ الجمالِ عابرُ سبيلٍ أضعته فوجدني عاثرا على تينِكَ العينينِ الذّابلتينِ اللتين خبأتهُ طيَّهُما
ليبقى أسيرهما إلى الأبدِ .تملكته ملهما، منه اقتبست أبجديةَ الشِّعر وعلمْتُ كمْ كنت بدونه أمية، تركته يكتسح غربتي حتى تآخى معها أصبح الصديق الأقرب إلي من حبل الوريد مددْتُ له روحي بساطاً نطيرُ لنسبحَ معاً في سماءٍ غيومُها أمواجٌ تقذفُ بِنا إلى كواكبَ بعيدةٍ الحلمُ فيها لا ينتهي ،وبعد مضيِّ سنين أدركت كم كنت أنانية بأسرِه واحتكاره فأطلقت سراحه ليعبر إلى سرادق عزاء حيث أكداس من المستضعفين يدفنون أحياء ،عابر سبيل سيكون فيه خلاصهم،هم ينتظرون قبس نوره فاسمع يا عابر السبيل صراخهم الذي كلما علا كلما عنه الآذان تُصَمُّ هو النداءُ في توسُّل هو نشيج بكاء في نحيب ،وتأكد لن تدمعَ عيناي لفراقِكَ بعدما أدركْتُ سرَّ النورِ في قلبي الذي ابتكرك إيثارا لا امتلاكا وتسلطا فاخرجْ من بينِ قضبانِ أضلُعي وارحلْ إلى بلدانٍ منكوبةٍ أحرقتْها أيادي الطغاةِ والجهلِ وانشر نورك حبا وحياة حينها فقط سيستهويني الفرحُ ،حينها سأنشدُ مع الطّيورِ أغاني الأمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق