صدريْ ضاقَ بهمِّ همّيْ
غادرَنيْ الفجرُ وزادَ فيَّ الأنين
والحزنُ أهدانيْ وشاحًا منَ التّنْهيدِ
اخلعْ عنكَ رداءَ الذِّكرى
ولا تسلنيْ هلْ مِنْ سبيلْ ؟
ارْم الحِذاءَ القديْم
وَاجْعَلْ مِنْ وَرَق الْحريْر
ربْطةَ عُنِقكَ فأكْسُجينُ الْحَياةِ
سيتغَيّر مِنْ جَديْدْ
وسأطْفوْ عَلَى سَمائك بِتَرتيبٍ آخرَ
وأستَنْشِقُ الهَواءَبنَسيمٍ عَليْلٍ
نُعاودُ فِيْهِ البِناءَ وَالنّشيْدَ
وأرسُمُكَ بِلوْنِ الأَحْمر في كُلّ زَمانٍ
فُسْتانيْ لايَزالُ مُعَلّقاً وَرَاء البابِ
وقُبلاتُكَ الألف لا تَزالُ عَلَى طَرَفِ الشِّفاهِ
وحَماقاتُكَ فيْ العِناقِ لاتَزالُ ابْتِسامًا
كَفانا ما مَرّ مِنْ صقِيعِ الثّلج
المتراكم عَلَى زجاج العَيْنينِ
جِئتُ أزُفُّ لكَ نَفْسِي
فانْتظِرْنيْ فيْ حانةِ الحُبِّ الأبْيَضِ
لأتْلو هَمْهماتِ الْفِكْرِ وَالْقصيْدِ
وَسَنلتهمُ الذُّرة بِشراهةِ عِشْقنا للملحِ
مِنْ ضِفافِ النَّهرينِ حَتَّى البَحْرينِ
لتَتَراقصَ قلوبنا مَع مَوجِ الرّيحِ
مَرّة مَدًّا وَأخْرى جَزْرًا
وأوصيْكَ أنْ لا تَسْتَهلِكَنيْ سَريعًا
فَبيْ ظمأٌ يُنَهْنِهُنيْ
وَلَمْ يَتَبَقَّ مِنيْ الكَثيْر
رسائلُ بريْديْ تأبى الوصوْلَ
لأَننيْ رسمْتكَ بألوانِ العطورِ
كَتَبتكَ عشقًا وقرأتكَ حبّاً
تنفَّسْتُكَ روْحاً ولحَّنْتكَ شمسًا
ارتديتكَ عمرًا وسمَّيتكَ نورًا
ألا تدركُ أنَّ جُوْعَ الحبِّ صعبٌ
وزيادَةُ السكّرِ فيْ دنيانا شرابٌ عذبٌ
لمَ لا ترى أنَّ رقمَ رِحلَتَنا
فيْ مطارِ العشّاقِ معلّقْ
وأنهُ بنفخةٍ مِنْ أنفاسِكَ
نطيرُ لمعبدِ حبٍّ معتّقْ ؟
ألا تَتَذكر جنوننا وتراشُقنا
بحبيباتِ الرُّمّانِ
تَحْتَ أشجار الزّيتونِ
تَشاطُرنا حَبَّةَ المِشْمِشِ
حتّى تصْطَدِم الأَلْسُنِ
وَيَهيْم نَبْضكَ فيْ حرورِ سَيلانِ الرّضابِ
ونَنْتشيْ مِنْ رحيقِ الوِصالِ
وَفيْ كُلّ مرّة أجدُكَ تُدَنْدِنُ مِنْ شَبَقِ المَذاقِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق