أَيُّها البحر ...
أَتيتُكَ بأشذاءِ جُلنار
أحملها بكفٍ، وبالأُخرى
أحمل زمني المتجمد كالصلصال
قد تسَلَّقتْ عساجيد أحلامي؛
رياحٌ ظامئة
اِمتطتْ جمر الغياب..!
فأَغْلقتُ نوافذ عَيني
وأَرهفتُ مَجسَّات سَمعي؛
أَتوسَّل إِشارةً من القَدرِ.
أيَّا بحر..
قَد طالتْ وتَشابكتْ
أَذرُع الآهاتِ،
وطفحَت في مُقلِ الحُبِّ
اللَّامُبالاة..!
مُدَّ أَمواجكَ كصهِيلٍ من جَذلٍ
لترشُقَ بأَصابعكَ الحنُونة
رتاجاً من العثراتِ...!
أيَّا بحر..
ليلي أَدهمٌ زئبقيّ
لَا يشبهُ ليلكَ الحالم الفتيّ..!
تحنطت فيه أَصوات المارَّين
تحتَ شُرفة أدمُعي
سَرايا من الأمنيَّاتِ
طَفِقت تترنَّحُ يأسا
وهجير خيبات
ما زالَ يَحتطبُ من غُربتي..!
زفيرٌ غامضٌ
يَعصفُ بصمتي،
وقَزَعُ مواجدٌ
تَرفُّضُ الإحتضار...!
حبٌّ أتى مُمتطياً
سحابة زمن قصير
أنهكهُ صمت موارب
اِختنق بشطآن التَّمرُّد
ما زال يعوم
في سرابِ الإنتظارِ
كأَنه برق في زُجاجةٍ...!
تَباً لك طائري الوروارِ
وأَنت تُغرِّدُ في غير حقلي..
أَيُّها البحر..
الغامض السَّاكنُ في أَعماقي
المتعطر بأريج ذكرياتي
أَلم تَأتِك بعد
إِشارة من القَدرِ..؟؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق