كلَّ مساءٍ يسألني النرجسُ المزروعُ على حِفافِ قريتي عنَ
خطاكَ الرهيفةِ ونوتاتِ صوتكَ المغموسةِ باللازوردِ ، يذرفني وريقاتٍ وريقاتٍ ، فيدمعُ الحنين على دروبِ اللقاءِ القمريةِ ، يمضغُ اللوعةَ مع قطعِ الصبرِ ، يتجرَّعُ غصصَ الوداعِ المرِّ ، ويشكو فؤادي الغيابَ الثقيل ، لايجيبُ النجوى أينَ كان يختبئُ وحشُ النوى ، يترجَّلُ الغيمُ كفارسٍ شهمٍ لإنقاذِ حسناءَ من الغرقِ يتسارعُ نبضهُ ، يربِّتُ على كتفي ، يمسحُ دموعي بمنديلهِ البنفسجيِّ ، و يحملني حمامةً بيضاءَ إلى خمائلِ عينيك ، ينقرُ على نافذتكَ الزرقاءِ، أهتفُ بهِ مهلاً، امنحني نسمةَ سكينةٍ .
يابديعَ النخلِ نوارسُ الحياءِ من نخيلكَ تثنيني ، فقبلَ أن أراكَ بموجتين أغرقُ ، وقبيلَ أن أقطفَ من كرومكَ خصلتين أشهقُ ، فهلا تكحِّلنَّ ليلي من وجهكَ بنجمتين ، و تروينَّ حقلي من ثغركَ بغرفتين ؛ لتحلقَّ فراشاتِ حبِّي في هضابكَ ثملى ، تشربَ نخبَ الفرحِ ، فلا تعودُ غزالاتي من سحائبكَ خائبةً كسيرةَ الجناحِ ، وتذوبُ أحزاني في برتقالةِ البحرِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق