أمِّي الحبيبةَ ، أخبرتني الشَّمسُ أنكً ملاكٌ يرفُّ على هالةِ ملكِ المجدِ ، أنبأتني أنَّ أحلامي بلقياكِ مطرَّزَةٌ على أولِّ لوحٍ في السَّماءِ ، وأنَّ فكرتي لَيْسَتْ عنقاءَ ، سأشتري الآنَ الكثيرَ من الأملِ ، و أبيعُ سلالَ الخيباتِ و بيادرَ الإحباطِ للخرابِ المتَّكئ على جدرانِ البيوتِ المنسيةِ والمنحدرات التي طالتها أيادي الحربِ ، وعاثَ في أنفاقها أشباحُ الظلامِ .
سأفعلُ كلَّ ذَلِكَ لكي ألقاكِ مع أخوتي الصغارِ في حديقةِ منزلنا الريفيِّ الوارفِ بالياسمين والحبقِ المثلجِ بأروعِ الذِّكرياتِ ، سأستأذنُ الشَّمسَ وأقاليمَ النهارِ لساعةٍ وَاحِدَةٍ فقط أقتطعها من رغيف النهارِ لأغترفَ من حضنكِ البحرِ خوابي الدفءِ و زمرُّدَ الحنانِ ذخراً لأيامي القاحلةِ ،و أضمَّ العالمَ بعينيكِ الواسعتين .
هلمِّي إليَّ لأخبركِ عن تلكَ الخميلةِ التي أودعتها فؤادي ، وعن ذاكَ النهرِ العاشقِ الذي أحببتهِ وهو يجري في شغافي ، وعلى ضفافه أشجارُ اللوزِ والليمونِ . تعالي، سأخبركِ كم حقلٍ أعشبتْ على يديك صحراءُ أيامي ! وكم سنبلةٍ في روحي تقبِّلُ جبينكِ والخدِّ !!
________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق