السويداءُ ياحديقةَ أحلامي ، ياحبِّي الأولَ ، يامدينةَ عشقي البهيَّةَ ، خبأتكِ بين القلبِ والشغافِ زمردةً ، سمفونيةَ عشقٍ رغمَ المسافاتِ ، كيفَ أخرجوكِ من محاجرِ عينيَّ وذبحوكِ ، فتناثرتْ حمائمكِ البيضاءُ شهيدةً على مذبحِ السَّلامِ ؟!
كيفَ تساقطتْ عصافيرُكِ الشَّجيةُ على بركة قلبي نائحةً كسيرةً ، فما استطعتُ ردَّ غدرهم عن شدوكِ ؟! كيفَ فجروا حقدهم في صدركِ ، وأدموا جفوني ؟ كيفَ صبوا كراهيتهم بنادقَ غدرٍ لتصطادَ فراشاتِ الحبورِ من ضفافي ؟!
أ علموا أنَّكِ أيقونةٌ صاغتها السَّماءِ من ماسٍ وياقوتٍ ، وزرعها الشَّممُ جمانةً على جيدِ بلادي العاجي ؟! أَمْ أنَّ جزيرتكِ الفيروزيةَ الزاخرةَ بالسكينةِ الطافحةَ بالحبِّ أثارتْ أطماعهم ، وكرومَكِ النَّديَّةَ أججتْ نارَ الغيرةِ في نفوسهم المريضةِ ؟!
أَعْلَمُ ياسمرائي الجميلةَ أنَّ زيتونكِ البتولَ ألهبَ شهواتهم الدنيئةَ ، وأنَّ ضفائرَ تفاحكِ الضاحكةَ حرَّكَتْ جحافلهم الوحشيةَ ، فتهافتوا أسراباً أسراباً ، يتضوَّرونَ جوعاً للإجرامِ والفتكِ
يالوحشيتهمْ !! برابرةٌ لم تتسعْ مراجلُ حقدهم لسنابلِ جمالكِ الوارفةِ الخصبِ، وجسدكِ النخيلِ الواقفِ بين الأَرْضِ والسماء فأحرقوكِ ، ياأرزتي الشامخةَ جهلوا من أنتِ ، ومن أيِّ وطنٍ انحدرتِ ، وماعلموا أنَّ في جيناتكِ روحُ التجددِ والحياةِ ، وأنَّ طائرَ الفينيقِ من سلالتكِ سينتفضُ فارساً ، ويلبسونَ الْخِزْي والعارَ يجرونَ أذيالَ الهزيمةِ ، يطلبونَ النجاةَ ولات من مفرٍ أمامَ سنديانكِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق