أبحث عن موضوع

الخميس، 8 مارس 2018

ذكرياتُ شبحٍ ... أصفر................. بقلم : عمار كامل داخل // العراق



ياايُّها الشبحُ
ستظلُ تبحثُ عن وجوهكِ في المرايا
وتفتشُ الاحلامَ عن ظلٍ
يقيكَ مرارةَ البؤسِ المسمرِ بالسرابْ
كم عشتَ من صخبٍ
في غابةٍ حمراءَ يبلعها الزمنْ ... ؟
ورأيتَ اعوادَ النخيلِ بلا حياة ْ
تائهاً في ذلكَ الأفقِ الكثيفْ
تحصي مساحاتِ الظلامِ بصمتِ مقبرةٍ بعيدة ْ
وتعدُّ أصواتَ الرصاصْ
وصدى المدافعِ والبكاءْ
وتطوفُ كالذكرى العتيقةِ
فوقَ أرغفةِ اليتامى
سيروكَ في أحلامهمْ
تحيا كجنديٍ جريحْ
والرملُ يحفرُ في جروحكَ
الفَ اغنيةٍ حزينة
........... ...........
ستكونُ مجهولَ الهوية
رقماً ستحصى
في بيانٍ مقتضبْ
يتقاسمونكَ كالغنيمة
يهبوا دماكْ
صنعوا عظامك سلماً
باعوا ترابَك ... ما ذُبِحتَ لأجلهِ
هاانتَ تهذي عن وطنْ
وتنطُ من احشائِكَ الكلماتُ
هذه القطعانُ ماعادت تراكْ
عمياءُ تبحثُ عن طريقْ
عمياءُ تتبعُ الرعاةَ الى خرافتها الصغيرة ْ
يا أيُّها الشبحُ
يامن لَبِستَ الريح .. مئزركَ الندي
فكسرتَ فوّهةَ البنادقْ
وحملتَ قافلةَ العصافيرِ الصغيرة
وعبرتَ أروقةَ الرمادْ
مازلتَ رقماً في بنوكهِم الرخيصةْ
يتلاعبونَ بما نزفتَ
وما تمزقَ من امانيك الكبيرة ْ
.............. ..............
حدّقْ فالمرايا اليوم كاذبةٌ
مازلتَ تحملُ في حزامكَ
أوجهاً صفراءَ دجنها السغبْ
كالطفلِ يبحثُ اسمَه
بين العوالقِ والمحارْ
الموجُ يمحو كلَّ اثامِ الخطاة
والرعدُ يحملُ من يشاطرهُ المدى
ستظلُ وحدُك كالنخيلْ
وكطعنةٍ سمراءَ يلهمها الجنوبْ
فتطيحُ بالكذبِ المدججِ بالسلاحْ
حتماً ستولدُ مرةً اخر ى
حتماً ستبعثُ من ترابكَ كالمسيحْ
ترمي صليبَك والقيودَ وما مضى
فالارضُ ما عادتْ كما كانتْ أمينةْ



العراق
من ديوان ( تراتيل بلون التوبة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق