فراشةٌ تمتطي الرياحَ
تُسافرُ عائدةً الى الوطنِ
ليستْ تبالي بجمال الورودِ
لا بطبيعة الحدائقِ
تُحلِّقُ صوبَ قِبلتها
كفُّ عاشقٍ غدتْ مَهبطَها
يستقبِلُها بأكاليل القُبَلِ
يرشُّ الفضاء بعَبقِ الياسمينِ
يجهِّزُ لأمسيةٍ تحتَ الهلال
خلفَ سور المآسي
ليبرهنَ إنّ الوطن أجمل
لا عطورَ لكن الهواء أنقى
لا حدائقَ إلا إنّ الطبيعة أجمل
أرضُ إنماءِ الهوى والوعود
موسيقى الشجن الصادحة
تعيد شريط الذكريات أمام أعينهما
الفراشةُ والعاشق
متشابكا الأيدي
والقمر يطرد الغَيهبَ من حولهما
يرسمانِ على وجه السماء
مُحَيَّا منزلٍ يضمهما
داخل أسوار الوطن
لا فراقَ يُذبِل روحيهما
لا جوى ينخر قلبيهما
طفلانِ سرمديانِ
غائصانِ في بحور العشقِ
تختلط أنفاسهما الساخنةِ
وشعرهما على نغمِ
الرياح الموسميةِ
خصلاتُ شعر الحبيبة
التي تشبه جديلتي الوطن
تجري مثلهما على وجه الحبيبِ
وهو يطوّق خصرها بساعديه
فلا الليل يدقُّ باب النهايةِ
ولا هما ينهيان الخصام
حلمٌ آه لو تحقَّق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق