اسمحوا لي حضراتكم، بكتابة هذا العنوان، بدلاً من المثل الشائع "لا ترى، لا تسمع، لا تتكلم" فهل جرَّب أحدُكم التعامُل مع مَنْ لا ترى، لا تشعُر، لا تعقِل؟! وهل جرَّبت إحداكن ذلك، مع مَنْ لا يرى، لا يشعُر، لا يعقِل، رغم أن كلاً منهما له عينان وقلب وعقل، بفضل الله؟!
هذا النوعُ موجود بيننا، وبنسبةٍ لا يُستهانُ بها، وإن كانوا لا يدرون خطورة ذلك، فتلك مصيبة، وإن كانوا يدرون، فالمصيبة أكبر، لأنهم يُنكِرون ثلاثاً من نِعَمِ الله، التي لا تُعَــدُّ ولا تُحصى "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" الإسراء: 36.
مشكلة هؤلاء ليست في عمى البصر، بل عمى البصيرة، وذلك أخطر، وليست مرضاً في القلب، عافانا الله جميعاً، بل قسوة وتحجُّر لا نظير لهما، ولا في عقلٍ كرَّم اللهُ به الإنسان، كي يَقْنَع ويُقنِع ويقتنِع، بحُجةٍ ومنطق، بعيداً عن الصوت العالي والانغلاق، ظناً منه أنه أعلى، أو أفضل، أو أغنى، أو كل ذلك وغيره...!
ولأن القِيَم لا تبرزُ إلا بأضدادها، فإن وجودَ هذا النوع ضرورة، كي نعرفَ قيمةَ مَـنْ يرى ويشعُر ويعقِـل، ومَنْ تفعل ذلك وأكثر، ونحمد الله على هذه النِّعَم وغيرها، ونصبِـر ونحتسِب، إن ابتُــلينا بهذا النوع، سائلين الله لهم، ولأنفسنا والجميع الهداية، والستر والسعادة، دنيا وأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق