( 1 )
رائحةُ الأرضِ تُنْبِي عَنْ شَيءٍ ما
كانَ هُنا بَعض الوقتِ
وتَباعَدَ في أفقٍ آخر ْ
خَلَّفَ شَيئاً من خَيبتِهِ
في جَسَدٍ هشٍ
وبقاياهُ تَتَلَذَّذُ في أملٍ
ظَلَّ مُحاصَرْ
الرائحةُ تُنبي عن شيءٍ ما
دَفَعَ الظَّلَ لمتكَأِ الوقتِ
وعلى الجُدرانِ التَصقَ الوَهْم ُ
وتَوارى خَلفَ ملامحهِ شَبَحُ الخاطِرْ
أَمَاراتُ اليأسِ أَبْلَتْ أجنحةَ الطيرِ
وشحوبُ اللَّحظةِ سَحَبَ الوقتَ أليه ِ
فأودعهُ في جِفنِ الحيرةِ
وعلى أَمْكِنَةِ اللاوَعيَ فَقَدَ الوحيُ غرائزهُ
وأسْتَلْطَفَ فاجرةٍ تَلبسُ ثَوبَ القْدِيسينَ
مَنَحَها التبليغَ وغادَرْ
ظَنَّ الجَمْعُ بأنَّ نَدى الفَجْرِ
أبْتاعَ نسائمَ هذا الصُبْح ِ
قالوا ..
خانَ الفجرُ نَداهُ بآخرْ
هذا الشيءُ تَراهُ بكلِ الأمكنةِ يَتركُ نَكهةَ خَيبتهِ
في كلِ شَقيٍ كانَ تَفاخَرْ
تَحتَ رُكامِ الأحجارِ تُسْمعُ أنات
لبقايا من زمنٍ ظَلَّ مُحاصَرْ
الكلُ يبحثُ عن هذا الشيء
المتسربلُ تحتَ كوماتِ القش ِ
في يومٍ ليس كباقي الأيامِ
كانت أذيالُ الريحِ تُجَمِعُها
حينَ الريح تَدابَرْ
قُلتُ لنفسي :
أنْ لا أسبرَ أغوارَ المَضْيَعَة ِ
أنْ لا أتسامَرْ
وأخيطُ من ضوءِ القمرِ الفاقعِ
أثوابَ الفتنة ِ
أنْ أمسكَ بالأشياءِ من أوسطِها
وكنتُ أميناً لوصيةِ نفسي
وعليَّ بانْ لا اذهبَ للآخَرْ
ساحةُ حربي جَسدي
وجنودي نَفْسِي
وهواجس ذاتي
وبقايا من عطشِ الروح
رُبما أَجْمَعَهُم
رُبما كنت أنا
رُبما ذاكَ الآخَرْ
وخيارنا ..
ذاك الشيء الكامن في رائحةِ الأرضِ
لا بأسَ أذَنْ
سأُحْضُر ضيفي لمِنَصَةِ أوجاعي
ولْيَحضَ بتاجِ المملكةِ الآيلةِ للذوبانِ في بحر الآجَرْ
وحدي مَنْ أغمضَ عينيهِ
من هَولِ الوقفةِ
فالكلُ مع الفَتْكِ تَناصَرْ
بالكادِ يَرْتَدُ طَرفي لوجوهِ القومِ
وغيومُ المِحْنَةِ تَتَلَبَدُ بسمائي
والسُّذجُ من قومي تَتَنادى
وتصيحُ الغوثَ
وتَروحُ وتَجيء ُ
كما كانت تَصنعُ هاجَرْ
أتعبني هذا التبضيع مع الوقتِ
ورُحْتُ أُساوم جَسدي الآخَرْ
الجَلْسَةُ كانت لا وقتَ لها
ومكانها بينَ الخيطيين
ما رُدَتْ أسئلتي
ولَمْ أَحْضَ بأيةِ أجوبةٍ
وجسدي المنشود قبل حضوره غادر ْ
جلدتني الخيبةُ
وأخذَ الخسرانُ مَتاعي
ورجعتُ بدروبِ الوجعِ
أبحثُ عن قافلةِ المهزومينَ لأسجلَ أسمي
وأنا لا أسمَ يوائمني
ولأني ولدتُ بينَ الخيطيين
وما بين الأسودِ والأبيضِ
فَضَّ الشيءُ المجهولُ بكارته ُ
وبقايا من شرف ٍ فوق الأرضِ تناثرْ
الفَوْضى تحتكرُ الأشياء َ
وعوالم هذا المجهول
تَنْزَع ُفي غفلتها ثوب َ الدِعة ِ
لتضفي على رائحةِ الأرض ِ
نكهةَ ذاك الشيء الكامن تحت خريف العزلة ِ
وتؤسس ُ للمألوفِ صروحاً
وتثيرُ الغِبْطة في جسدٍ آخر ْ
ألتمسُ العذرَ للأوراقِ الزاحفةِ لزوايا النسيانِ
وهي تغادر ذاك الشيء
ألتمسُ لنفسي العذر لأن الوقت تناظرْ
أخشى أن يَفلتَ مني خيط سؤالي النافقُ في لغتي
أتشبثُ في آخر لعناتِ القدرِ المتحيزِ للبهتانِ
أرسم ُ خارطة َ الحرمانِ بجبهةِ من غَادرْ
أتبعُ ظِلاً لا شاخصَ قبله ُ يتبعهُ
أنظرُ حولي لا أجدَ مَنْ كان معي في زحمةِ وقتي
أترجل ُ من صهوة ِ فرسِ الوهم ِ
أحاول أن التقطَ أنفاساً سقطتْ تحت حوافر ضيمي
أتلمسُ أعضاءَ خياناتي
والشيء الكامن تحتي يحاولُ أن يُجلِسَني
ليصير َ بديلٌ عني ،
لكني أسدلتُ ستارَ المَظْلَمةِ
وكفرت ُ بمن آجَر ْ
أنفاس ُ الصبحِ تسحبُ من كفيَّ عصاي
ورائحة الأرضِ تملأُ رئتيَّ بنتانتها
وهذي الأقذاءُ تسدُ عليَّ الرؤيا
تدركني الأوهامُ وتصرخُ في وجهي صاحبتي
وفؤوسُ الصُحبةِ تَتَسابقُ نحوي
وأنا أبحثُ عن هذا الشيء
الكامنُ في الأرض ِ
الطافح ُ في الأنهر ِ
النائمُ في النحس ِ
المتكسر ُ تحتَ رُكامِ الآجُر ْ
حاولت ُ أن أستجمع نفسي لأعود
لكن .............
أن عُدت ُ لا شيءَ معي
ماذا أعطي أفواه العتبِ
حتى ترضى بموتِ ألهٍ آخَرْ
مجيد الناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق