أبحث عن موضوع

الأربعاء، 13 مايو 2015

اصابعنا ......................... بقلم : حميد مهدي النجار /// العراق










اصابعنا اكثر الاعضاء قربا منا واشدها التصاقا بنا واطوعها وهي واحدة من اسرار قدرتنا على الاستمرار في الحياة .
اصابعنا ونحن اطفال بضّة فيها رقة الطفولة وبراءتها وهي في الشباب عنفوان وقوه وفي الشيخوخه ، عونٌ وسند .
الابهام ..سر اسرار الحضارة البشرية ،في كتاب ارتقاء الانسان فصل عن اهميته إذ بدونه من المستحيل بناء الحضارة ،،تأمل ذلك الآن وتخيل كفا بدون ابهام وهذا هو ماتفتقده الحيوانات .
الاصابع نلوح بها عندما تجتمع في كف ،نرسم بها اشارة النصر او اشارة الانكسار ،نتحسس بها الاشياء نستشعر بها رقتها دفئها فضاضتها ..الاصابع اداة محبه وسلام وقرب ودنوّ.
الاصابع نهدد بها ،نُشيرُ بها ،نقضمها في لحظة ندم ..
أستذكار ...
كنا في باص ونحن في طريقنا الى الكلية ، اشار صديقي الذي يشاركني المقعد ان انتبه ،استفسرت منه :الى ماذا ؟قال انظر الى كف هذه المرأة ..كانت تضع يدها خلف المقعد كما هي العادة عندما نستقل باصا وكانت الكف قريبه منّا فبدت كأنها شلال كما وصفها صديقي ،كنت وكأني اشاهد اول كف في حياتي فلم انتبه لهذا الامر قبلا كانت اشبه باصابع رسمها مايكل انجلو في سقف كنيسة في روما ترمز الى الخروج من الجنه ،عرفت ذلك بعد تجربتي مع الاصابع في الباص واحسست منذ ذلك الحين بروعة وجمالية واهمية اصابعنا.
مشهد ...
عندما كان بطل رواية زوربا يمارس واحدة من غواياته وهي عمل جرارا وزهريات من الطين أحس أن ابهامه يعيقة وهو يداعب كتلة الطين اللدنه وهي تدور فعمد الى قطعه .
شهادة ..
عندما بُترت سَبابة الجندي قالوا له لم تعد انسانا كاملا !
قال :ولكني أتمتلك تسعة اصابع اخرى
أجابوه :
أذهب الى البيت رجاءا !

هناك تعليق واحد: