---------على طاولة القراءات الثلاث
--- نص عمودي
تحت عنوان ----------( بين الايقاع الداخلي والايقاع الخارجي ثمة ابداع )
....................................................................................................................
مما لاشك فيه نحن نتناول وللمرة الاولى قصيدة عمودية ومحورا مهما من محاول الشعر قديما وحديثا ففي مختلف القضايا الفكرية و الأدبية و الحياتية نجد الشد والجذب بين القديم والحديث، فمن مؤيد للقديم ومتشبث به ومن داعم للحديث ومتحفز له وبينهما تكون الساحة الفكرية قد أنعش مواتها بعد طول ثبات .
من القضايا النقدية التي تحركت في هذا المجال وكانت محورا للاختلاف والتنوع النقدي قضية الإيقاع في النص الشعري، فقديما كان الإيقاع يعد أمراً خارجياً يعول عليه النص الشعري في متانته و سبكه؛ فالألفاظ الظاهرية والمعاني الخارجية تعد القوام المهم والركيزة الأساس للحكم بالفحولة الشعرية من عدمها، مما جعل الشعراء يغرفون من بحر البديع والبيان ما يرصع قصائدهم ويوشيها بحلله القشيبة ، فارتفع سقف الصناعة الشعرية و ازدهر
وهذا لا يعني أن من الشعراء القدماء من لم يكن يعنيه الأمر برمته لاعتداده بشعره أو لمعرفته برسوخ فحولته ، فنراه يقول :
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم
بينما نجد الإيقاع في القصيدة المعاصرة قد تجاوز شكله الخارجي بعد اكتشاف الأبنية العميقة في الشعر نقدياً، فوراء الرؤية رؤيا، وخلف الواقع حلم رائق، ووراء البنية أسلوب، و وراء الإيقاع الخارجي إيقاع داخلي كالطيف يغفو كلما انتبهنا إليه، ويصحو كلما غفونا عنه كما يلاحظه الشاعر والناقد ت. س.إليوت.
هذا المفهوم للإيقاع الداخلي اتسع ليشمل الأنظمة غير السمعية كانتظام الألوان و تراسل الحواس وإيقاع الكتابة والفراغ وأثرها في نفس المتلقي على النحو الذي تفعله الأذن أو أبعد تأثيراً، ورسم صورة تتجاوز القالب الإيقاعي إلى حركة تسجيلية لفعل مستمر في ذهن الشاعر، وصورة تتراءى أمام المتلقي، وهنا يكمن التحول في الإيقاع بين القديم والجديد، فبعد أن كانت شغل الشاعر الوزن والقافية صار شغله رجع الصدى في الأذن
وانطلاقا نقول
لم يتوقف الشعر العربي في تطوره عند مدرسة إحياء النموذج، بل استمرت عجلتُه في الدوران ليثمر حركة جديدة هي حركة سؤال الذات، وقد كاَن دور هذه الحركة يتجلى في ردّ الاعتبار للذات التي همّشها الإحيائيون، والثورة على المضامين القديمة، ورفض الخضوع لها، ولم تظهر هذه الحركة بشكل تلقائي، بل أسهمت في ظهورها عدة أسباب كالاحتكاك بالثقاقات الأجنبية، وصعود الطبقة البورجوازية، وكذا التأثر بالفكر الحّر، والتّرجمة عن الثقافة الغربية، وانقسمت هذه الحركة إلى مدارس ثلاث هي: مدرسة الديوان، والرابطة القلمية، وأبوللو.و حمل عدّة شعراء على عاتقهم مهمَّة التَّعبير عن الذّات، نذكر منهم: العقاد، وشكري، وأبو ماضي، ونُعيْمة، وابو القاسم الشابي والشاعر الذي قصيدته بين ايدينا ففيها خصائص شعر سؤال الذات؟
وكل ذلك انفا كان له الاثر الكبير في تطور الشعر ايقاعيا من الخارج الى الداخل
---------------------------------------------------------------------------------------------
النص
........(مازلتُ أبحثُ عنّي)....
.......................شعر / شلال عنوز
خُذني أسيً حسرةً أو عُد لِيَ الذّهَبا
من ألفِ عُمرٍ وأحبو فيكَ مُغترِبا
من ألفِ عُمرٍ ومَوجُ ألآهِ يجرُفُني
وألأُمنياتُ هَباءاً بَوحُها نَضَبا
خُذني بُكاءاً غناءاً شهقَتي احترقت
ممّا تبَدّى ومِمّا كان قد سُلِبا
مُذ كُنتُ طفلاً يفِزُّ الليلُ في وَجَعي
ويَصهَلُ الحُزنُ حتّى زادَني رَهَبا
مُذ كُنتُ طفلاً يقصُّ القَهرُ أجنِحَتي
ويَستَبيحُ نهاري كُلَّما اقتَرَبا
مُذ كُنتُ طفلاً أُغذّي نَهمَ أَزمِنَتي
وأَرتَدي ألصَّبرَ مُلتاعاً ومُضطَرِبا
خُذني نَواحاً فهذا اللّغوُ يَشربُني
أَنّى استَفَقتُ أراني فِيَّ مُحتَرِبا
من ألفِ جُرحٍ دمائي نَهرُها قَلَقي
أَنّى استَراحت بنهري أَوغَلَت سَغَبا
مازِلتُ أَصرَخُ في بَلواكَ ياوطَني
أَرنو الى بابِكَ المَوصودِ مُنتَدِبا
أللهُ ياوَطَني المَكلومِ أينَ أَنا
مازِلتُ أَبحَثُ عَنّي شاحِباً تَعِبا
......................................
النجف : 2-3-2015
-----------------------------------------------------------------------------------------------
القراءة الاولى
-------------------
+
.......(مازلتُ أبحثُ عنّي)....
.......................شعر / شلال عنوز
خُذني أسيً حسرةً أو عُد لِيَ الذّهَبا
من ألفِ عُمرٍ وأحبو فيكَ مُغترِبا
++
عندما يهاجسنا الوجع اسىً وحسرة لابد من خيارات اخرى ولابد ان يصدمنا ذياك التوهج الشعري حينما يعد له ذهبا على مديات من التاريخ هي الف عمر مما يعدون فهاهو الشاعر يعلن حلوله في وطنه غريبا فيقول احبو فيك مغتربا ما اروعك خطاب مباشر للشاعر مع وطنه ان ياخذه اسىً وحسرةً او عودة من ذهبا
+
من ألفِ عُمرٍ ومَوجُ ألآهِ يجرُفُني
وألأُمنياتُ هَباءاً بَوحُها نَضَبا
+
يكرر الشاعر دلالات العدد الف وهذا دليل ضيق الشاعر فهو يحتاج الى تأكيد لفظي لعمل انساق معنوية ذهنية لدى المتلقي ليردف الصورة تلو الصورة بعمق الدلالة بانزياح رائع فبوح الامنيات قد نضب كم هو عسير على شاعر يملك خيالا متوهجا ان تنضب الامنيات لديه بوركت ايها العميق والتكرار هو ايقاع داخلي خارج ايقاع الفراهيدي وهو يحسب للشاعر اذ تمكن من الاحتفاط بنوعين من الايقاع
+
خُذني بُكاءاً غناءاً شهقَتي احترقت
ممّا تبَدّى ومِمّا كان قد سُلِبا
-
رغم الالم ورغم التياع البوح لديه لكنه يتمنى على وطنه ان ياخذه بكاءا غناءا لاضير المهم لديه صحبة ذلك الوطن وان احترقت شهقته وضاعت اماله وتبدى كل شئ وخسر ماخسر او سلب ماسلب حرقة هي رفقتك ايها الوطن المحترق
+
مُذ كُنتُ طفلاً يفِزُّ الليلُ في وَجَعي
ويَصهَلُ الحُزنُ حتّى زادَني رَهَبا
هنا انحني وارفع القبعة ولكن لاادري لمن هل انحني لشلال عنوز ام لعبد الرزاق عبد الواحد لن اقف حائرا بل سوف انحني لذياك النهر الخالد الذي ينهلان منه كلاهما
يقول الشاعران ( مذ كنت طفلا ) للدلاله على ترسيخ رؤى خاصة بالشاعر وهي غير مكتسبة او آنية بل متجذرة في نفسه منذ الطفولة وهاهو يعلن يفر الليل في وجعي هذا هو شلال عنوز وذاك هو عبد الرزاق عبد الواحد مذ كان طفلا عشق الحسين ثيمتان لمعنى واحد العراق والحسين الوطن والشهادة رغم رزوح الشاعر تحت ازيز الارض وهي تهتز لحوافر الخيل لتزجي الشاعر صهيل حزن حتى ضاقت عليه الارض بما رحبت ليزداد رهبا
لا ادري هل انحني لروعة شلال عنوز وهو يحاكي وطنه ام لروعة عبد الرزاق عبد الواحد وهو يحاكي الشهادة فيقول مذ كنت طفلا عرفت الحسين بل سوف انحني لذياك النهر النتدفق ابداعا الذي ينهل منه الشاعران وطنا وشهادة
مُذ كُنتُ طفلاً يقصُّ القَهرُ أجنِحَتي
ويَستَبيحُ نهاري كُلَّما اقتَرَبا
عودة الى التكرار وما اروعه من تكار لفظي هذه المرة ابدع الشاعر في مزامنة رائعة باستخدام الارتجاع الفني بعودته الى الطفوله اذ هو طائر قص القهر اجنحته ليس هذا فحسب بل استباح ذلك النهار كلما اقتربا ما اروع هذه الصورة حقيقية ان الصورة الشعرية هي المقياس الحقيقي في التفريق بين الشاعر من المتشاعر
+
مُذ كُنتُ طفلاً أُغذّي نَهمَ أَزمِنَتي
وأَرتَدي ألصَّبرَ مُلتاعاً ومُضطَرِبا
يكرر الشاعر طفولته مرة اخرى تلك الطفوله المستباحة المغتصبة من كركرات طفل فيبصق الشاعر ازمنته وهو يغذيها ليرتدي الصبر في غير اوانه ملتاعا ومطربا لقد استوقفتني تلك الموسيقى والحركة الايقاعية للمفردات التي اربت جمالا على جمال البحر الشعري والقافية الرائعة التي خدمت النص بشكل رائع
+
خُذني نَواحاً فهذا اللّغوُ يَشربُني
أَنّى استَفَقتُ أراني فِيَّ مُحتَرِبا
يفسر الشاعر من خلال التكرار الرائع في خطاب الوطن المباح خذني نواحا هنا استخدم الشاعر الفذ شلال عنوز التداعي في للافكار وهي قمة الحبكة الشعرية اذ اورد الافكار تلو الافكار وهي مترابطة وتبنى الواحد علة نسق التي قبلها وقد افلح الشاعر في ذلك وابدع حتى يصل الى فلسفة هي من رؤى الشاعر العميقة اذ يقول انى استفقت أراني فيّ محتربا الله الله من انى لك هذا الابداع
+
من ألفِ جُرحٍ دمائي نَهرُها قَلَقي
أَنّى استَراحت بنهري أَوغَلَت سَغَبا
عودة الى تكرار العدد الف من الجدير بالذكر ان التكرار يصيب المتلقي بنوع من الملل لكن الشاعر الكبير القدير استطاع ان يورد ذلك التكرار واردفه بمعاني وافكار تجدده وموسيقى صاخبة دفعت ذلك الملل لتحل محله الدهشة تلو الدهشه كيف لا انه شلال عنوز شاعر العراق الكبير
مازِلتُ أَصرَخُ في بَلواكَ ياوطَني
أَرنو الى بابِكَ المَوصودِ مُنتَدِبا
+
يستخدم الشاعر البعد الزمني بحذاقة وجمال اذ يقول مازلت اصرخ في بلواك ياوطني
هنا لابد من التصريح بلفظة الوطن نعم ابدعت في توقيت هذا التصريح بدل الكناية هذا الصراخ الذي تتوجس من خلاله بابا موصودا اي بلوى تلك التي الهمتك هذا الوجع
+
أللهُ ياوَطَني المَكلومِ أينَ أَنا
مازِلتُ أَبحَثُ عَنّي شاحِباً تَعِبا
+
كأني بالشاعر هنا افرغ مافي جعبته من هموم وبلوى فلم يجد سوى الله لينادي وطنه المجروح متسائلا عن كنه وجوده فمازال يبحث عن نفسه شاحبا تعبا
---------------------------------------------------------------------------------------------------- القراءة الثانية
-------------------
انطلاقا من دلالةِ، العنوان واتكاء على شكل القصيدة العمودي التقليدي واسم الشاعر، وبناءً على بعض املشيرات النصية من قبيل:"ا رهاصات الوطن ، نلاحظ من خلال قراءة القصيدة أن الشاعر جدّد في المضمون، ولم يستعن بمضمون قديمٍ، حيث عبّر عن حزنه تجاه وطنه المحترق مما يدل على تجديد الشاعر مضمونيا.
وإذا انتقلنا ناحية التحليل وجدنا أن معجم النص ينقسم إلى حقلين دلاليين؛ هما على التوالي حقل الوطن ويضم بين ثناياه ما يلي :" ازمنة مختلفة من القهر ، وكبت للحريات / ووجود يسير نحو الاستغراب ولكي يهدم الشاعر ذلك الاغتراب ويردعَه. يحاكي الحقل الاخر وهو الشاعر نفسه
ليحترق املا ويتقد جذوة في مرافقة ذلك الوطن منذ طفولته
←نسنتج أن لغة القصيدة لغة لينة سهلة، لا صعوبة فيها ولا صلابة، مما يدل على تجديد الشاعر في هذا الجانب. وان استخدم الشاعرمفردات بلاغية هي دلالة واضحة الى تمكنه اللغوي والبلاغي
وإيمانا من الشاعر بأن الصّور الشعرية جوهرُ الشعر وعموده الفقري، وبدونها يصبح الشعر مغسولا وكلاما باردا وبها يصير كلاما معسولا تتوق النفوس إلى سماعه، فقد وظف الشاعر جملة منها، فنجد التشبيه " والمشبه هنا هو الشاعر والمشبه به هي حسرةً ، ووجه الشبه يمكن تاويله باحتراق كل من الشاعر والحسرة في آن واحد ، وقد عبّر هذا التشبيه عن رغبة الشاعر الجامحة في مشاركة وطنه الاحتراق والذوبان فيه ان الصور مجتمعةً ادت دورا في الارتقاء بالقصيدة في مدارج الشعرية وسماوات الجمال، وأعطتها بعدا تخييليا أغنى المعنى.
←وظف الشاعر صورا شعرية نابعة من تجربته الذاتية ومنبثقة من رؤيته، مما يعني أنه جدد على مستوى التصوير.
وإذا عرجنا ناحية الإيقاع وجدنا أن الشاعر قد بنى قصيدته بناء عموديا تقليديا حافظ فيه على وحدة الوزن والقافية والروي، أما فيما يخص القافية فجاءت مطَّرِدَةً مطلقةً موحدة في سائر القصيدة، كما جاءت في كل الأبيات تكرارات أسهمت بذلك في إعطاء نهايات الأبيات تناغما صوتيا وانسجاما إيقاعيا، مؤدّية وظائفها الثلاث: النّفسيّة، والمعنويّة، وكذا الصوتية،
أما الروي فقد جاء عبارة عن الف ممدودة" مطلقة ، ممّا عكس تأزّم نفسية الشاعر جرَّاء احتراق طفولته وازمنته في، وحقَّقَ الرويّ وقعا نغميا تطرب له الآذان وتهتزُّ له النفوس.
وإذا نزلنا بساحة الإيقاع الدّاخلي ألفينا الشّاعر يوظّف التوازي الذي نجده في قوله:
-
خُذني أسيً حسرةً أو عُد لِيَ الذّهَبا
-
خُذني بُكاءاً غناءاً شهقَتي احترقت
وكذا
مُذ كُنتُ طفلاً يفِزُّ الليلُ في وَجَعي
-
مُذ كُنتُ طفلاً يقصُّ القَهرُ أجنِحَتي
وهو توازٍ عموديّ، عروضيّ، نحويّ، نسبيّ وقد أغنى هذا التوازي الجانب الموسيقي للقصيدة وأعطاها نغمة إيقاعية متميزة تكرارا للصوائت
والفتحة والسكون، وتكرارا لبعض الألفاظ من قبيل" الوطن ، الزمن .." ، ناهيك عن التّكرار العروضي المتجلي في تردادِ نفس الوزن والقافية وجعي / اجنحتي ، ولا يخفى ما أداه هذا التكرار من إغناء للموسيقى الداخلية حيث منحها حيوية إيقاعية متميزة.
-
-----------------------------------------------------------------------------------------------
القراءة الثالثة
----------
إن المستنتَج من دراسة البنية الإيقاعية للقصيدة أن الشاعر جدد في إيقاع القصيدة،رغم انه حافظ على وحدة القافية والروي وبنى قصيدته بناء عموديا تقليديا، وجاء تجديده على المضمونِ والصورِ.والايقاع
عمل الشاعر في قصيدته على التوجّه إلى وطنه بالانتقاد والعتاب، مستنكرا ما وصل إليه من تشتت واحتراق اذ وآد طفولته وقص اجنحته دلالة لضياع حريته ومتحسرا على ازمنته التي ضاعت ، متمنيا في نفس الوقت لو كان عبارة عن اسىً وحسرة بكاءا غناءا ليعود اليه ذلك الوطن المهاجر من ويزيح عنه حاجز الركود والجمود، وقد قصد إلى إبراز أسفه وحزنه العميق على ما آل إليه وطنه ورغبته في انتشاله من مستنقع الموت الذي يغرق فيه مقدما نفسه في صور ة ذلك الباحث الذي يبحث عنه ، واستخدم لذلك صورا شعرية نابعة من التجربة الذاتية، وبنية إيقاعية رائعة ، ولغة تتصف باللين والبساطة،، تارة والصعوبة والبلاغة تارة مما تقتضية الصورة الشعرية ونصل في النهاية إلى إثبات صحة الفرضية وانتماء النص إلى خطاب "سؤال الذات". وعموما يمكن القول أن الشاعر نجح في تمثيل خصائص شعر سؤال الذات من الناحية المضمونية والتصويريّة والايقاعية *
------------------------------------------------------------------------------------------------
شلال عنوز شاعر عراقي من الشعراء القلائل الذين تمكنوا من تنويع تناجهم الشعري
بين العمودي والتفعيلة قصيدة النثر لما يمتلكه من موهبة فذة وثقافة لغوية عميقة وهذا مما اتاح له من ان يتحفنا بتنوعه الابداعي اذ ان منجزه الابداعي لابد ان نتوقف عنده في دراستنا للادب العربي في مجمل مضامينه الشعريه
---------------------------------------------------------------------------------------------
شكري وتقديري للشاعر شلال عنوز وهذا النص المبدع
---------------------------------------------------------------------------------------------
------------------------ الناقد / هاني عقيل / العراق
-------( الخميس / 13 / 5 / 015 )
مما لاشك فيه نحن نتناول وللمرة الاولى قصيدة عمودية ومحورا مهما من محاول الشعر قديما وحديثا ففي مختلف القضايا الفكرية و الأدبية و الحياتية نجد الشد والجذب بين القديم والحديث، فمن مؤيد للقديم ومتشبث به ومن داعم للحديث ومتحفز له وبينهما تكون الساحة الفكرية قد أنعش مواتها بعد طول ثبات .
من القضايا النقدية التي تحركت في هذا المجال وكانت محورا للاختلاف والتنوع النقدي قضية الإيقاع في النص الشعري، فقديما كان الإيقاع يعد أمراً خارجياً يعول عليه النص الشعري في متانته و سبكه؛ فالألفاظ الظاهرية والمعاني الخارجية تعد القوام المهم والركيزة الأساس للحكم بالفحولة الشعرية من عدمها، مما جعل الشعراء يغرفون من بحر البديع والبيان ما يرصع قصائدهم ويوشيها بحلله القشيبة ، فارتفع سقف الصناعة الشعرية و ازدهر
وهذا لا يعني أن من الشعراء القدماء من لم يكن يعنيه الأمر برمته لاعتداده بشعره أو لمعرفته برسوخ فحولته ، فنراه يقول :
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم
بينما نجد الإيقاع في القصيدة المعاصرة قد تجاوز شكله الخارجي بعد اكتشاف الأبنية العميقة في الشعر نقدياً، فوراء الرؤية رؤيا، وخلف الواقع حلم رائق، ووراء البنية أسلوب، و وراء الإيقاع الخارجي إيقاع داخلي كالطيف يغفو كلما انتبهنا إليه، ويصحو كلما غفونا عنه كما يلاحظه الشاعر والناقد ت. س.إليوت.
هذا المفهوم للإيقاع الداخلي اتسع ليشمل الأنظمة غير السمعية كانتظام الألوان و تراسل الحواس وإيقاع الكتابة والفراغ وأثرها في نفس المتلقي على النحو الذي تفعله الأذن أو أبعد تأثيراً، ورسم صورة تتجاوز القالب الإيقاعي إلى حركة تسجيلية لفعل مستمر في ذهن الشاعر، وصورة تتراءى أمام المتلقي، وهنا يكمن التحول في الإيقاع بين القديم والجديد، فبعد أن كانت شغل الشاعر الوزن والقافية صار شغله رجع الصدى في الأذن
وانطلاقا نقول
لم يتوقف الشعر العربي في تطوره عند مدرسة إحياء النموذج، بل استمرت عجلتُه في الدوران ليثمر حركة جديدة هي حركة سؤال الذات، وقد كاَن دور هذه الحركة يتجلى في ردّ الاعتبار للذات التي همّشها الإحيائيون، والثورة على المضامين القديمة، ورفض الخضوع لها، ولم تظهر هذه الحركة بشكل تلقائي، بل أسهمت في ظهورها عدة أسباب كالاحتكاك بالثقاقات الأجنبية، وصعود الطبقة البورجوازية، وكذا التأثر بالفكر الحّر، والتّرجمة عن الثقافة الغربية، وانقسمت هذه الحركة إلى مدارس ثلاث هي: مدرسة الديوان، والرابطة القلمية، وأبوللو.و حمل عدّة شعراء على عاتقهم مهمَّة التَّعبير عن الذّات، نذكر منهم: العقاد، وشكري، وأبو ماضي، ونُعيْمة، وابو القاسم الشابي والشاعر الذي قصيدته بين ايدينا ففيها خصائص شعر سؤال الذات؟
وكل ذلك انفا كان له الاثر الكبير في تطور الشعر ايقاعيا من الخارج الى الداخل
---------------------------------------------------------------------------------------------
النص
........(مازلتُ أبحثُ عنّي)....
.......................شعر / شلال عنوز
خُذني أسيً حسرةً أو عُد لِيَ الذّهَبا
من ألفِ عُمرٍ وأحبو فيكَ مُغترِبا
من ألفِ عُمرٍ ومَوجُ ألآهِ يجرُفُني
وألأُمنياتُ هَباءاً بَوحُها نَضَبا
خُذني بُكاءاً غناءاً شهقَتي احترقت
ممّا تبَدّى ومِمّا كان قد سُلِبا
مُذ كُنتُ طفلاً يفِزُّ الليلُ في وَجَعي
ويَصهَلُ الحُزنُ حتّى زادَني رَهَبا
مُذ كُنتُ طفلاً يقصُّ القَهرُ أجنِحَتي
ويَستَبيحُ نهاري كُلَّما اقتَرَبا
مُذ كُنتُ طفلاً أُغذّي نَهمَ أَزمِنَتي
وأَرتَدي ألصَّبرَ مُلتاعاً ومُضطَرِبا
خُذني نَواحاً فهذا اللّغوُ يَشربُني
أَنّى استَفَقتُ أراني فِيَّ مُحتَرِبا
من ألفِ جُرحٍ دمائي نَهرُها قَلَقي
أَنّى استَراحت بنهري أَوغَلَت سَغَبا
مازِلتُ أَصرَخُ في بَلواكَ ياوطَني
أَرنو الى بابِكَ المَوصودِ مُنتَدِبا
أللهُ ياوَطَني المَكلومِ أينَ أَنا
مازِلتُ أَبحَثُ عَنّي شاحِباً تَعِبا
......................................
النجف : 2-3-2015
-----------------------------------------------------------------------------------------------
القراءة الاولى
-------------------
+
.......(مازلتُ أبحثُ عنّي)....
.......................شعر / شلال عنوز
خُذني أسيً حسرةً أو عُد لِيَ الذّهَبا
من ألفِ عُمرٍ وأحبو فيكَ مُغترِبا
++
عندما يهاجسنا الوجع اسىً وحسرة لابد من خيارات اخرى ولابد ان يصدمنا ذياك التوهج الشعري حينما يعد له ذهبا على مديات من التاريخ هي الف عمر مما يعدون فهاهو الشاعر يعلن حلوله في وطنه غريبا فيقول احبو فيك مغتربا ما اروعك خطاب مباشر للشاعر مع وطنه ان ياخذه اسىً وحسرةً او عودة من ذهبا
+
من ألفِ عُمرٍ ومَوجُ ألآهِ يجرُفُني
وألأُمنياتُ هَباءاً بَوحُها نَضَبا
+
يكرر الشاعر دلالات العدد الف وهذا دليل ضيق الشاعر فهو يحتاج الى تأكيد لفظي لعمل انساق معنوية ذهنية لدى المتلقي ليردف الصورة تلو الصورة بعمق الدلالة بانزياح رائع فبوح الامنيات قد نضب كم هو عسير على شاعر يملك خيالا متوهجا ان تنضب الامنيات لديه بوركت ايها العميق والتكرار هو ايقاع داخلي خارج ايقاع الفراهيدي وهو يحسب للشاعر اذ تمكن من الاحتفاط بنوعين من الايقاع
+
خُذني بُكاءاً غناءاً شهقَتي احترقت
ممّا تبَدّى ومِمّا كان قد سُلِبا
-
رغم الالم ورغم التياع البوح لديه لكنه يتمنى على وطنه ان ياخذه بكاءا غناءا لاضير المهم لديه صحبة ذلك الوطن وان احترقت شهقته وضاعت اماله وتبدى كل شئ وخسر ماخسر او سلب ماسلب حرقة هي رفقتك ايها الوطن المحترق
+
مُذ كُنتُ طفلاً يفِزُّ الليلُ في وَجَعي
ويَصهَلُ الحُزنُ حتّى زادَني رَهَبا
هنا انحني وارفع القبعة ولكن لاادري لمن هل انحني لشلال عنوز ام لعبد الرزاق عبد الواحد لن اقف حائرا بل سوف انحني لذياك النهر الخالد الذي ينهلان منه كلاهما
يقول الشاعران ( مذ كنت طفلا ) للدلاله على ترسيخ رؤى خاصة بالشاعر وهي غير مكتسبة او آنية بل متجذرة في نفسه منذ الطفولة وهاهو يعلن يفر الليل في وجعي هذا هو شلال عنوز وذاك هو عبد الرزاق عبد الواحد مذ كان طفلا عشق الحسين ثيمتان لمعنى واحد العراق والحسين الوطن والشهادة رغم رزوح الشاعر تحت ازيز الارض وهي تهتز لحوافر الخيل لتزجي الشاعر صهيل حزن حتى ضاقت عليه الارض بما رحبت ليزداد رهبا
لا ادري هل انحني لروعة شلال عنوز وهو يحاكي وطنه ام لروعة عبد الرزاق عبد الواحد وهو يحاكي الشهادة فيقول مذ كنت طفلا عرفت الحسين بل سوف انحني لذياك النهر النتدفق ابداعا الذي ينهل منه الشاعران وطنا وشهادة
مُذ كُنتُ طفلاً يقصُّ القَهرُ أجنِحَتي
ويَستَبيحُ نهاري كُلَّما اقتَرَبا
عودة الى التكرار وما اروعه من تكار لفظي هذه المرة ابدع الشاعر في مزامنة رائعة باستخدام الارتجاع الفني بعودته الى الطفوله اذ هو طائر قص القهر اجنحته ليس هذا فحسب بل استباح ذلك النهار كلما اقتربا ما اروع هذه الصورة حقيقية ان الصورة الشعرية هي المقياس الحقيقي في التفريق بين الشاعر من المتشاعر
+
مُذ كُنتُ طفلاً أُغذّي نَهمَ أَزمِنَتي
وأَرتَدي ألصَّبرَ مُلتاعاً ومُضطَرِبا
يكرر الشاعر طفولته مرة اخرى تلك الطفوله المستباحة المغتصبة من كركرات طفل فيبصق الشاعر ازمنته وهو يغذيها ليرتدي الصبر في غير اوانه ملتاعا ومطربا لقد استوقفتني تلك الموسيقى والحركة الايقاعية للمفردات التي اربت جمالا على جمال البحر الشعري والقافية الرائعة التي خدمت النص بشكل رائع
+
خُذني نَواحاً فهذا اللّغوُ يَشربُني
أَنّى استَفَقتُ أراني فِيَّ مُحتَرِبا
يفسر الشاعر من خلال التكرار الرائع في خطاب الوطن المباح خذني نواحا هنا استخدم الشاعر الفذ شلال عنوز التداعي في للافكار وهي قمة الحبكة الشعرية اذ اورد الافكار تلو الافكار وهي مترابطة وتبنى الواحد علة نسق التي قبلها وقد افلح الشاعر في ذلك وابدع حتى يصل الى فلسفة هي من رؤى الشاعر العميقة اذ يقول انى استفقت أراني فيّ محتربا الله الله من انى لك هذا الابداع
+
من ألفِ جُرحٍ دمائي نَهرُها قَلَقي
أَنّى استَراحت بنهري أَوغَلَت سَغَبا
عودة الى تكرار العدد الف من الجدير بالذكر ان التكرار يصيب المتلقي بنوع من الملل لكن الشاعر الكبير القدير استطاع ان يورد ذلك التكرار واردفه بمعاني وافكار تجدده وموسيقى صاخبة دفعت ذلك الملل لتحل محله الدهشة تلو الدهشه كيف لا انه شلال عنوز شاعر العراق الكبير
مازِلتُ أَصرَخُ في بَلواكَ ياوطَني
أَرنو الى بابِكَ المَوصودِ مُنتَدِبا
+
يستخدم الشاعر البعد الزمني بحذاقة وجمال اذ يقول مازلت اصرخ في بلواك ياوطني
هنا لابد من التصريح بلفظة الوطن نعم ابدعت في توقيت هذا التصريح بدل الكناية هذا الصراخ الذي تتوجس من خلاله بابا موصودا اي بلوى تلك التي الهمتك هذا الوجع
+
أللهُ ياوَطَني المَكلومِ أينَ أَنا
مازِلتُ أَبحَثُ عَنّي شاحِباً تَعِبا
+
كأني بالشاعر هنا افرغ مافي جعبته من هموم وبلوى فلم يجد سوى الله لينادي وطنه المجروح متسائلا عن كنه وجوده فمازال يبحث عن نفسه شاحبا تعبا
---------------------------------------------------------------------------------------------------- القراءة الثانية
-------------------
انطلاقا من دلالةِ، العنوان واتكاء على شكل القصيدة العمودي التقليدي واسم الشاعر، وبناءً على بعض املشيرات النصية من قبيل:"ا رهاصات الوطن ، نلاحظ من خلال قراءة القصيدة أن الشاعر جدّد في المضمون، ولم يستعن بمضمون قديمٍ، حيث عبّر عن حزنه تجاه وطنه المحترق مما يدل على تجديد الشاعر مضمونيا.
وإذا انتقلنا ناحية التحليل وجدنا أن معجم النص ينقسم إلى حقلين دلاليين؛ هما على التوالي حقل الوطن ويضم بين ثناياه ما يلي :" ازمنة مختلفة من القهر ، وكبت للحريات / ووجود يسير نحو الاستغراب ولكي يهدم الشاعر ذلك الاغتراب ويردعَه. يحاكي الحقل الاخر وهو الشاعر نفسه
ليحترق املا ويتقد جذوة في مرافقة ذلك الوطن منذ طفولته
←نسنتج أن لغة القصيدة لغة لينة سهلة، لا صعوبة فيها ولا صلابة، مما يدل على تجديد الشاعر في هذا الجانب. وان استخدم الشاعرمفردات بلاغية هي دلالة واضحة الى تمكنه اللغوي والبلاغي
وإيمانا من الشاعر بأن الصّور الشعرية جوهرُ الشعر وعموده الفقري، وبدونها يصبح الشعر مغسولا وكلاما باردا وبها يصير كلاما معسولا تتوق النفوس إلى سماعه، فقد وظف الشاعر جملة منها، فنجد التشبيه " والمشبه هنا هو الشاعر والمشبه به هي حسرةً ، ووجه الشبه يمكن تاويله باحتراق كل من الشاعر والحسرة في آن واحد ، وقد عبّر هذا التشبيه عن رغبة الشاعر الجامحة في مشاركة وطنه الاحتراق والذوبان فيه ان الصور مجتمعةً ادت دورا في الارتقاء بالقصيدة في مدارج الشعرية وسماوات الجمال، وأعطتها بعدا تخييليا أغنى المعنى.
←وظف الشاعر صورا شعرية نابعة من تجربته الذاتية ومنبثقة من رؤيته، مما يعني أنه جدد على مستوى التصوير.
وإذا عرجنا ناحية الإيقاع وجدنا أن الشاعر قد بنى قصيدته بناء عموديا تقليديا حافظ فيه على وحدة الوزن والقافية والروي، أما فيما يخص القافية فجاءت مطَّرِدَةً مطلقةً موحدة في سائر القصيدة، كما جاءت في كل الأبيات تكرارات أسهمت بذلك في إعطاء نهايات الأبيات تناغما صوتيا وانسجاما إيقاعيا، مؤدّية وظائفها الثلاث: النّفسيّة، والمعنويّة، وكذا الصوتية،
أما الروي فقد جاء عبارة عن الف ممدودة" مطلقة ، ممّا عكس تأزّم نفسية الشاعر جرَّاء احتراق طفولته وازمنته في، وحقَّقَ الرويّ وقعا نغميا تطرب له الآذان وتهتزُّ له النفوس.
وإذا نزلنا بساحة الإيقاع الدّاخلي ألفينا الشّاعر يوظّف التوازي الذي نجده في قوله:
-
خُذني أسيً حسرةً أو عُد لِيَ الذّهَبا
-
خُذني بُكاءاً غناءاً شهقَتي احترقت
وكذا
مُذ كُنتُ طفلاً يفِزُّ الليلُ في وَجَعي
-
مُذ كُنتُ طفلاً يقصُّ القَهرُ أجنِحَتي
وهو توازٍ عموديّ، عروضيّ، نحويّ، نسبيّ وقد أغنى هذا التوازي الجانب الموسيقي للقصيدة وأعطاها نغمة إيقاعية متميزة تكرارا للصوائت
والفتحة والسكون، وتكرارا لبعض الألفاظ من قبيل" الوطن ، الزمن .." ، ناهيك عن التّكرار العروضي المتجلي في تردادِ نفس الوزن والقافية وجعي / اجنحتي ، ولا يخفى ما أداه هذا التكرار من إغناء للموسيقى الداخلية حيث منحها حيوية إيقاعية متميزة.
-
-----------------------------------------------------------------------------------------------
القراءة الثالثة
----------
إن المستنتَج من دراسة البنية الإيقاعية للقصيدة أن الشاعر جدد في إيقاع القصيدة،رغم انه حافظ على وحدة القافية والروي وبنى قصيدته بناء عموديا تقليديا، وجاء تجديده على المضمونِ والصورِ.والايقاع
عمل الشاعر في قصيدته على التوجّه إلى وطنه بالانتقاد والعتاب، مستنكرا ما وصل إليه من تشتت واحتراق اذ وآد طفولته وقص اجنحته دلالة لضياع حريته ومتحسرا على ازمنته التي ضاعت ، متمنيا في نفس الوقت لو كان عبارة عن اسىً وحسرة بكاءا غناءا ليعود اليه ذلك الوطن المهاجر من ويزيح عنه حاجز الركود والجمود، وقد قصد إلى إبراز أسفه وحزنه العميق على ما آل إليه وطنه ورغبته في انتشاله من مستنقع الموت الذي يغرق فيه مقدما نفسه في صور ة ذلك الباحث الذي يبحث عنه ، واستخدم لذلك صورا شعرية نابعة من التجربة الذاتية، وبنية إيقاعية رائعة ، ولغة تتصف باللين والبساطة،، تارة والصعوبة والبلاغة تارة مما تقتضية الصورة الشعرية ونصل في النهاية إلى إثبات صحة الفرضية وانتماء النص إلى خطاب "سؤال الذات". وعموما يمكن القول أن الشاعر نجح في تمثيل خصائص شعر سؤال الذات من الناحية المضمونية والتصويريّة والايقاعية *
------------------------------------------------------------------------------------------------
شلال عنوز شاعر عراقي من الشعراء القلائل الذين تمكنوا من تنويع تناجهم الشعري
بين العمودي والتفعيلة قصيدة النثر لما يمتلكه من موهبة فذة وثقافة لغوية عميقة وهذا مما اتاح له من ان يتحفنا بتنوعه الابداعي اذ ان منجزه الابداعي لابد ان نتوقف عنده في دراستنا للادب العربي في مجمل مضامينه الشعريه
---------------------------------------------------------------------------------------------
شكري وتقديري للشاعر شلال عنوز وهذا النص المبدع
---------------------------------------------------------------------------------------------
------------------------ الناقد / هاني عقيل / العراق
-------( الخميس / 13 / 5 / 015 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق