لم يكن الفلاح مغرما بأيام الحصاد الجماعية .. ايام نيسان كما يسموها اهله
تلك الايام التي تشترك بها نساء القرية كقوة مساعدة لمناجل الرجال ...
كان يريد اختلاس النظرات العميقة .. الباحثة عن الحكمة المضطربة بداخله ... الفلاح الذي ارتكن فيما مضى تحت ظل احد الاشجار الكبيرة يفترس الروايات العالمية .. ويقرأ بشغف كل حكايات الحب
وقرا اشياء لايعرفها حتى تسميتها سابقا ...
الفلسفة ...علم الكلام ..النظريات التطبيقية .. اللاهوت .............................. كل هذا جعله حذرا باقتناص اهدافه او تطبيقها على منهج الحياة .. اصبح مسكونا بديكارت .. وفضل منهج الشك بكل شي .. حتى باختيار طعامه .. وارتداء ملابسه ....وخلال ذهابه الى المدينه وفي قلبها .... تعلم المجون ببلاغة عالية ...
حتى اصبح كأنه مفكر بلاط المجون ..
يتعلل بحاكمية خاصة نسجها بذاتية خالصة ...
كان يراقبها هي حصرا .. وهي منشغلة بالسنابل الصفراء .. مصدر ابعاد الفاقة والجوع عن اهلها..
يعد عليها من بعيد .. كل انفاسها .. نظراتها .. تأوهاتها ... ابتساماتها ... حركة جسدها وايمائاته ... كل شيء .. هو الخبير .. الذي ترك المدينه وعاد الى قريته الى السماء الصغيرة التي نما بها .. جرف ارضها .. امتشق عاداتها .. شرب من اخاديد الوجع كثيرا ... هي تغيرت .. نمت باطراد .. ازدهرت بعبث جديد .. لم توقفه كل قضبان الصدا القديم ...
لا تعلم .. بوجوده ولم تحتسب لشيء ما .. كانت ترتدي عباءته التلقائية ... وشال الاختيار المعقول ... اجهزت على نفسها حين لوحت لشاب .. كان يحبها ... وجلسا .. تحت غيمة صغيرة ... ....
رمى الكتاب .. نادى لم تعد اختي بعد ...
وهرول مسرعا وقف امامهما ... وهو يلعن كل الكتب ... المدينة ... البلاط ... ويحمل بين يدية موت قاس واشياء اخرى ...ٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق