التعامل مع ذواتنا .. يحتاج لمهارة خاصة ..
متى نحبها من غير ان نعبدها ...متى نكرهها من غير أن نبغضها ..
متى نقسو عليها من غير أن نفقدها .. كيف نستدرجها لتفعل ما تكرهه ..متى نوقفها عند حدها حين تتمادى في طيشها ...متى نرغمها على الصبر .. متى نعتذر منها .. متى نقدّرها ..متى نكافئها
هناك ما يسمى بمكافأة الذات ..
هي مرحلة متطورة في التعامل مع أنفسنا .. في الحقيقة نحن نقسو على انفسنا كثيرا ..نجهدها جسديا وفكريا .. ونرهقها بأفكار مقلقة .. ونحاسبها على اخطاءها واخطاء ارتكب بحقها .. وحين تريد التعبير عما يحزنها نخنقها .. أنا معك لابد من محاسبتها والحد من طيشها وكبح جموحها ومعاملتها معاملة العدو في كثير من الأحيان .. فشهواتها كثيرة وجنونها لا يحتمل ..وهي طفل عابث لا يؤمن طيشه ..
ولكن ان رشدت او صلحت أو عقلت ولو قليلا لابد من مصالحتها وتتقديم لها هدية ..حتى هذه المكافأة تحتاج الى مهارة استثنائية :
من قبيل المكافآت ..
- طاعة الله و اداء العبادات بروحية تسمو بها وليس بطقوسية واعتياد ... استماع وقراءة كتابه المجيد ..الجلوس مع من يذكرنا به سبحانه ..
- نزهة بريئة مع تحب ..تسوق .. ممارسة رياضة محببه .. سماع سمفونية هادئة ..فعل بر .. مساعدة محتاج ..مواساة محتاج .. ادخال السرور على قلب حزين .. زيارة مريض او الدعاء له ..هدية صغيرة ورمزية لعزيز .. وغيرها كثير ..
أما اعظم ما تقدمه للذات مكافأة لها فهو خلوة معها وتفهم همومها والتحدث معها كصديق قديم والاقتراب منها جدا والتصالح معها ..
فوسط هذا الزيف الذي يملأ العالم وهذا الضجيج الذي يفتعله الفارغون وهذا الكم الهائل من الشواغل الأرضية التافهة .. أنفسنا تختنق ..وتتألم من غير أن نحس بها .. لابد أن نخلق لها متنفسا يعيدها الى نقاءها في ركن هادئ من هذا الكون .. ولا اقصد عزلة بل اعتزال وفارق بينهما كبير كالفارق بين السلب والايجاب سنقف عليه ان شاء الله تعالى ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق