في يوم ما كنا نتحدث معا .
وفي اثناء ضحكاتنا وفرحتنا وحديثنا سألتني فجأة .ما هو الفرق بين حبنا وحب الاخرين ؟
فضحكت ولكني غضبت كثيرا وقلت : الحب احساس نعيشه نحن الاثنين فقط.
الحب لم ولن يعرفه غيرنا.
حبنا هو وردة مستقبلنا الفتية التي نسقيها بالبعد والوصال والحنين والاشتياق .
حبنا شيء لا استطيع ان اصفه .
حبنا شيء قد اجتاز حدود احساسي وقلبي وروحي وفكري وحتى نظري وسمعي .
الحب عالم ونحن الاثنان وحدنا نسكنه نطير بين غاباته واشجاره الخيالية ونشرب من انهاره حبنا كل شيء بالنسبة لي ولك.
ثم قلت حبنا حب أستثنائي .
فقالت :- حبنا ليس أستثنائيا .
قلت :- كيف؟
قالت :- الحب الأستثنائي معناه أن هناك أقران له و حبنا لا قرين له يا حبيبي.
قلت :- هذا قصدي.
قالت : وماذا تعرف عن حبنا غير ذلك.
قلت :- هذا السؤال يحيرني و يوترني لأنني لا أستطيع وصفه بكامله لا بل بعض جزئياته ولكن كل ما أعرفه أنني أحبك ولا أستطيع العيش بدونك ولا أنظر لغيرك ما دمت معي وبجانبي.
قالت بكل برود :- وأنا كذلك.
مضت الأيام ودارت السنين وعندما كان لهيب البين يحرقني ويؤذيني شاء القدر أن يعمق جرح قلبي بلقائها صدفة غير جميلة.
عندما رأيتها عن بعد تجمد جسمي وعيناي تحدق فيها لدرجة أنها تريد أن تخرج من موضعها ورفرف قلبي و تسارعت نبضاته وروحي شعرت بالنشوة والفرحة والحزن والألم والصبا وذكرت السنين التي قضيناها معا .
أنا كنت في وضع غريب وعجيب عشته في ذلك اليوم فقط وهي لم تتوقف خطواتها ولم تنصدم ولم أكن أشعر بأن نظراتها هي نفس نظراتي تقدمت باتجاهي ظننت أنها أتت لتعانقني وأصبت بصدمة أكبر عندما أجتازتني وفجأة بشعور لا إرادي ناديتها باسمها فأدارت وجهها وقالت :- أتعرفني ؟ سكت قليلا معتقدا أنها ستتذكرني فأعادت السؤال :- أتعرفني يارجل؟؟
قلت :- وكيف لا أعرفك أنت حبيبتي لو أردت نسيان الهواء مانسيتك.
قألت :- هااا. أهذا أنت.
قلت :- أنا أشتقت لك كثيرا كثيرا .ألم تشتاق إلي.
قالت :- لم تتغير لا تزال بنفس الأسلوب والحب والكلام والنظرات أنت كما تركتك .
فضحكت بنبرة حزن وقلت لها :- اولا الحب الحقيقي والصادق لم ولن تغيره الايام او المسافات او المشاكل او حتى الموت. وثانيا لست أنا الوحيد الذي لم يتغير يا حبيبتي فأنت لا تزالين ببرودك وأهمالك.
ثم أدارت وجهها و رحلت بدون أن تقول شيء أو تعانقني أو تقبلني أو تضع راحتها على راحتي وبدون أن تلتفت وقد علمتني أن لا ألتفت لمن لم يقدرني ويعطيني حقي ولو ببعض الكلمات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق