على هامش قصة نبي الله أيوب (عليه السلام)
لعل السؤال الأهم الذي يمثل جوهر قضية الابتلاء :
ماهي العوامل التي ساعدت أيوب (عليه السلام ) على اجتياز أعظم ابتلاءين في حياة البشر ابتلاء شكر النعمة وابتلاء الصبر على المحنة ..وبذلك النجاح الباهر ؟؟
يمكن تدبر الجواب :
ان صعوبة الابتلاء تأتي عندما يتمكن حب الدنيا من القلب و يكون الارتباط بعالم المادة شديدا .. وبقدر الإحساس باللذة المادية يكون الشعور بالألم أعمق .. بعكس ذلك لو كان ارتباط الأنسان بعالم المادة ضعيفا.. عندها يشعر بانتمائه الى عالم أرحـب .. مع ملاحظة أن ذات الألم الجسدي قد يتحول عند الولي الى فيض من السعادة وهو يستشعر رضا المحبوب ..
من هنا فإن نبي الله لم يتعلق لحظة بدار الفناء ... فعندما كان يعيش في الرخاء لم يدع الدنيا تتسلل الى روحه التي كانت حرما خالصا لمولاه الحق ..
وحين سلبت منه وابتلي لم تتأثر تلك الروح الكبيرة وبقيت تحافظ على نقاءها .. وحين عاد حاله الى أفضل مما كان عليه ..
كان فرحه برضا ربه ونجاحه بالاختبار هو الأكبر والأعظم .. ولو لم يفرّج عنه في الدنيا ومات بآلامه لما تغير من حاله شيء ..
باختصار ان روحه الكريمة كانت بمنأى عن تأثير عالم المادة و تدنيها بفعل ارتباطها بعالم اسمى وأبقى وأنقى ...
ودوما علينا تذكر ان أولياء الله لهم قوانينهم الخاصة في التعامل مع الحالات التي تطرأ على مشاعر : الغضب والرضا والألم والسعادة والفرح والحزن والخوف والطمأنينة .. ومعيارهم في ذلك هو رضا محبوبهم (الحق سبحانه ) و سخطه ...
جواد الحجاج / تأملات في أحسن القصص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق