في رحاب قصة نبي الله موسى (عليه السلام)
قوله عز من قائل :
(( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) ) القصص 25
الاية الكريمة ترسم مشية الفتاة فتصفها بانها على استحياء فما هو الاستحياء و ما دلالة ذكره مقترنا بالمشية ؟
ولما باستحياء وليس بحياء ؟ وما الفرق بين الحياء والاستحياء ؟
.. باختصار الحياء خلق ملكة نفسية من كانت فيه ملك كل خصال الخير ...
فيما الاستحياء صيغة افتعال للحياء لموقف حياتي طارئ ...
وهذا لا يعني ان المستحي يصطنع الحياء غير متصف به بل يعني انه يبالغ به نتيجة استشعاره ما يستوجب ذلك .. بمعنى اوضح هو يظهر خصلة اخلاقية موجودة فيه ..
نعود لنتأمل الاية المباركة ما معنى تمشي على استحياء اغلب المفسرين حين يمرّوا على تفسير هذه الآية يتناولوا فقط معاني الحياء والاستحياء دون الالتفات الى كلمة تمشي وعلاقة المشي بالاستحياء
وفق عقولنا القاصرة يمكن تصور هاتين الدلالتين والله تعالى اعلم .
1. ارادت الاية الكريمة ان ترسم طريقة المشي وكأنها تشير الى ما يجب عليه مشي المرأة لأن هناك دراسات نفسية حديثة اثبتت هناك ارتباط مشية الانسان وطريقتها بحالته النفسبة والاخلاقية من هنا ارادت الاية المباركة لهذا المعنى .
2. ربما المعنى مرتبط بطبيعة المهمة التي جاءت بها الفتاة فمهمتها كانت (إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) ومهمة كهذه تستوجب الاستشعار بالحياء فعادة الكرام لا تأخذ اجر ما تقدم من خير وهي تأنف عن الشكر فضلا عن تقاضي الأجر فهي اي الفتاة كانت تستشعر الحياء اثناء مشيها لنبي الله وتفكر بردود فعله على هذا الطلب .
لكنها دهشت بموافقة نبي الله وبترحيب اذهلها فلماذا قبل نبي الله بذلك و ماهي المبررات العقلائية للموافقة .. ومن هو ابيها الشيخ ؟ وما هو الاقتراح والاشكالات المتعلقة به .. هذا ما سنحاول الوقوف عليه بقدر ما يوفقنا اليه ..
جواد الحجاج / من كتابي تأملات في أحسن القصص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق