ارتعش هواء ساخن، نفث الأثير موجاتٍ حرارة محملة بالرطوبة
الناس في المروج تحت الأشجار، رجل واقف متسمر تحت شجرة صنوبرية ضخمة، يحدق بثبات على أحد فروعها، الأطفال مبتهجون في الملاعب المنتشرة، تركوها واقتربوا من الرجل، يُحدّقون معه ملؤهم حب الاستطلاع، أم غاضبة ظنته متسولاً لا يبالي لم تتمالك الأم، ذهبت إلى شرطة المتنزه خلّصنا من هذا إنه يخيف الأطفال، نظر الرجل بعينين مندهشتين لم يدرك تجمع النسوة، إشارة إلى الغصن الكبير هناك نحل كثير، نظر الضابط إلى أعلى الشجرة متحيراً الغفير من النحل، تجمعاتٍ من النحل حتى على جدران البيوت على الأعمدة، قال الرجل للضابط: هل حاولت يوماً تحريك غفير نحل بعصا، يتحرك للدفاع أو إصلاح ما دمرته العصا، رجل برلماني يخطب في الناس يُعلن ترشيحه للبرلمان، انفضَّ الناس عنه ولم يعيروه اهتماماً صاح بغضب ما هذا الهراء، البرلماني متراجعاً أتراني أرى أسوداً وفيلة، : لا تستهن بالصغير فإن قوة الله فيه عظيمة، تذَمّرَ البرلماني بعد أن انفض عنه الناس وباء الخذلان، : لا أحد يؤيدك قال البرلماني :المنتزه والشارع متسع لنا جميعاً، غفيرة النحل بيت بل قرية كبيرة بناء معماري هائل إنه أشبه بالأهرامات وحجراته المتعددة
البرلماني يضحك متظاهراً والغيظ يأكلهُ من الداخل، النحل يتطاير ويتجمع دون مبالاة لتجمع غفرٍ من الناس، استمر يوضح للناس شكل الغفير التقسيمات في مجموعة النحل، قال أحدهم: ما هذه الأعمال: حسن التدبير وتوزيع الأعمال، وأضاف أن مملكة النحل ذات قانون مضبوط وصارم، قال البرلماني بصوت زاعقٍ: هل تعتقد هذا؟! النحل حشرات تتصف بالكمال ، الناس تنظر لهذه المخلوقات تطير وخلا الغفير منها !
6/10/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق