وشفيتُ جرحي في هوى السَّمراءِ
يا فرحـــتي في الطَّلعةِ الغــرَّاءِ
وشفى فؤادي حـيـنَ طــابَ لقاؤنـا
قبلٌ تــفــوقُ العــدَّ بالإحصــاءِ
كيفَ المتـابُ بمنْ شغفْتُ بعشقِهـا
والسِّحرُ كــلُّ السِّحرِ في حوَّائي
وسَّـدتُـهـا صــدراً يهيمُ بدفـئِـهــــا
شــغفاً وكانَ الكفُّ خيرَ غطــاءِ
أدنـيـتُـهــا متـغــزلاً في شعـرِهـــا
فتبسَّــمتْ كالموجةِ الزَّرقـــــاءِ
نـاجـيـتُـهــا مـتــوســلاً مـتــلهـفــاً
عانقـــتُها فـــي رغـــبةٍ عمياءِ
وصدى الـلِّقـاءِ يهـزُّ في أعماقِـنـا
همسَ الجفونِ كنسمةٍ عــذراءِ
ياروعـةَ الأرواحِ حيـنَ تمازجـتْ
في لحظـــةِ التَّقبيلِ والإغـراءِ
ومشى بهـا فـوقَ القلـوبِ جمالُها
مزهوَّةً في سحرِهــا الـوضَّاءِ
تختالُ في سكـرِ الصِّبــا كـأميــرةٍ
فتشــعُّ في العينينِ كالأضــواءِ
وبوجهِها بــدرٌ زَهَا في سِحْــرِهِ
والخَصْرُ هـزَّ النَّبضَ بالأصداءِ
فالعينُ تشرقُ مِنْ تـورُّدِ خـدِّهـا
والصَّـدرُ ماســــاتٌ مِــنْ اللألاءِ
أهـوى تغنُجَهَـا وهـزَّةَ متـنِـهــا
لا تعـذلـونـــي إنَّـهـــا حسنائي
كلُّ النُّجـومِ أتتْ تبايعُ خَصْرَهـا
حتَّى السَّــمـا ونفائـسُ الأشياءِ
كلُّ الجيوشِ أمامَهـا اذ سلّمتْ
ألقــــتْ لهـا بالرَّايـــةِ البيضاءِ
كلُّ القصائدِ عندَها قـد هاجـرتْ
والـــويـلُ كلُّ الـويــلِ للشعراءِ !
مَرحـى لهـذا القلبِ في نعمائِـهِ
قد ذاقَ منها الحبَّ بعدَ شقائي
مَرحى لهذا الصَّدرِ في أشواقِهِ
إذ نحنُ مثلُ الوردِ في الأشـذاءِ
مَرحى لهذا اليـومِ في تـاريخِـهِ
إذ يكــتبُ التّاريـــخُ عن أنبائي
ياعاشقَ السَّمراءِ ما أحلى الهوى
عشـــقٌ يكـــونُ بقـامـةِ الهيفاءِ
رسم : د. غزوان ياقوت العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق