أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

رجـــلٌ عـــريضُ المــــنكبين ...................... بقلم : .المفرجي الحسيني // العراق




شارع واسع ضيقاً مثل ممر في الظلام، عمارات على جانبيه ترتطم بالسحاب دون مبالاة ونظام ،غيوم تمضي أشعة الشمس علت وسط السماء، مارة في الشوارع برؤوسهم الكثيرة السوداء، أنا تائه في الزحام مثل قطيع غنم ترعى بلا مبالاة، الزحام والضوضاء كأنك في مجزرة تبعث الاشمئزاز، تواً خرج رجل من اجتماع، سائراً يحمل محفظة سوداء مثقلة بالأوراق، رجل بائس عريض المنكبين اصطدم كتفهُ بكتفهِ، كاد يخلعه يتأوه من الألم، ينظر إلى الرجل المخيف ويتقزز، وتمتلكه الحيرة

يطيل إليه النظرات، أفقده القدرة على التفكير، هل يعرفه؟، ألا يعيد إلى ذاكرته الوجوه الذابلة المتوافرة، كالذباب أيام الانتخابات، يطوف في القرى والأرياف للانتخابات، إنه لا طائل من وراء هذه التجمعات، لأنه يبدو جيداً إنه حتى النسيان يأبى أن يسلم إليك القيادة، الرجل أمامك ولن تستطيع أن تصرف عنه وجهك، يسدد إليك نظراته، يعيد إليك الليالي والهموم، يثير الماضي فيك، الماضي الذي تنكرت له دون حياء، مثل حرباء، ترفع عينيك متوسلاً إلى السماء، تبعد هذا الرجل ونظراته إليك

تدعو إلى السماء تريد أن تُكفِّر عن ذنبك وأيّ ذنب، تعلم هذا جيداً هاجس في أعماقك، يحثك على أن تعطف على حال هذا الرجل، جاء إلى المدينة بحثاً عن عمل، يظن المدينة توفر له كل شيء خاب ظنهُ، طالما أنت صاحب الخطب والكلام والمشاريع، صَمَتَ كنت تريد مقاطعته

ليس في كلامهِ ما يهمك، واقفاً أمامك يقاوم خجلهُ ليس كصخرة تقاوم الأمواج، يكاد الدمع يطفر من بين أهدابه انتبهت، يريد أن يضيف شيئاً أردت أن تزيحهُ من طريقك، اعترض متوسلاً باكياً، أسرعت بخطاك تسب وتلعن، كلامك وقع عليه كعاصفة من حجارة كاد أن يتحطم، يفقد قواه لَبِثَ حائراً لا يباليك، جرَّبَ معك المسكين كل الأساليب لم يُبقِ معك إلاّ أسلوباً واحداً، صمم أن يحطم رأسك أن يواريك القبور!؟



8/9/2018
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق