أبحث عن موضوع

الجمعة، 14 سبتمبر 2018

آلهة الضَّوءِ ......................... بقلم : سعدي عبد الكريم // العراق






كانتْ أمي

تُوقظُ نجومَ الظُهر ِ

لتشعلَ نارَ التَّنُّور ِ

تعانقُ ليلَ الطُّهر ِ

لتَحمي (شيلتها)

من غِوايةِ الظُلمة ِ

وعيونِ العسس ِ

واقفةً على التَنور ِ

كانتْ الشمسُ تُلامسُ هامَتها

تُداعبُ أطرافَ حَيائِها

تُزينُ وَجهها

كَنخلةٍ فارعةٍ

تُحاورُ آلهةَ الضَّوءِ

كان أبي

القريبُ، البعيدُ

يكتبُ على الجدرانِ

بالطبشورِ الأبيضِ

وطنٌ حرٌ، وشعبٌ سعيدٌ

عاشَ الزعيمُ

يوزعُ منشورات الثورةِ

يهتفُ ضد الملكيةِ

كان يلتحفُ غبشَ النوارسِ

ودفءَ الرَّصيفِ

يكتبُ قصائده

على أسمنتِ الجدرانِ

في زنزانةٍ تشاركهُ فيها الفئرانْ

في محبسهِ الأنفرادي

كانت سبابتهُ، والوسطى

مُصْفَرّتين ..

من جمرِ السجائرِ

واللّوعاتْ،

خرجَ من محبسهِ الأنفرادي

محدودبَ الظهرِ

من الظُّلْمِ

ومن الضَّيمِ

أمي ماتتْ كَمداً عليهِ

وهي واقفةٌ على التنورِ

تحتضنُ رغيفَ الخُبزِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق