لقد أتقنتَ المكر َ بي
رسمتَ لي بغدادَ في صِباها
عروساً في خلوة ٍ مُهيّـئة ٍ للدخول.
وأنا رجل ٌ غيور ٌ فحل ُ الذكورة
ما كنتُ أعرِف ُ قط
انَّ وطني جميلٌ كالعراق
فالرجال أمثالي
مهووسون بالحب والشعر
وأشياء ٍ أخرى دون الوطن
لذلك كنت ُ دائم َ الحبِّ لسمراء ٍ فاتنة
اتزوجها في كـلِّ قصيدة ٍ أكتبها
لكنكَ أقنعتني سيدي الرئيس
بأن رجالَ الجبهات ِ يحملونَ البنادقَ
ولا يقعون في الحب
" فالوقوع ُ لا يليق ُ بالمحاربين"
ولأن المنتصرَ منهم يحصدُ ليلة ً
من جسد ِ بغداد ٍ دائمة َ الصِّبا
زاد َ إيماني بالقتال
هكذا علمتني
هكذا منهجت َ الوطن َ في قصائدي
سيدي الرئيس...
كنتَ ترسم ُ لي عاصمة ً
تغسل ُ جسدها العاري بدجلة الخير
وتنتظرُ إنتصاري
او إنتصارها برجل ٍ أخر ٍ يُدفن ُ
في جسدها ..
في كلِّ مرة ٍ تعلنُ وتزعمُ فيها الإنتصار
لوّحتَ لي ..
بجيد ِ بغداد العاري
من الزينة ِ والعُمران
ولم اتساءلْ يوما ً
لماذا تمنحني بغدادكَ
سيدي الرئيس ؟!.
ولماذا لا تسمح للفتيات ِ انْ يُشاركنَّ في القتال ؟!.
لا لم افعل ذلك سيدي الرئيس !.
فأنا جنديٌّ غبيٌّ اقتنع َ بالشهادة ِ
ولم يقتنع بأنكَ تستأثر ُ بهنَّ جميعاً
في غيابه ِ
سيدي الرئيس...
وها أنا الأنَ عائد ٌ من إنتصاركَ أو إنكساري
بنصفِ جسدٍ مُدمى عليه
ونصفٌ عقيمٌ تملأهُ الخيبة
فلا السّمراءُ شهية ٌ تنتـظرني
ولا بغدادَ صبية تغتسلُ لأجلي
إنها عجوزة ٌ ...عجوزة !!
تقصُّ لأحفادها كم من رجلٍ مثلي خُدِعَ َ من أجلها !?
قاتلَ فاغتصبتْ سمراؤه
وها انتَ تغريني بالشهادةِ
أقاتلُ فتَـغتصبُ عروسي
هكذا أتقنتَ خداعي
أنت الأن َ فحل ٌ حيّ
وانا الأن َ عقيمٌ ميت
أنت َ حُــرٌّ و أنا مقيدٌ بوطني
سيدي الرئـيس ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق