أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 26 يونيو 2018

سِـفْــرُ الخُـلـود..................... بقلم : منير صويدي / تونس





1- ضَـيَــاع..
ـــــــــــــــ
في زُمْرة الحُلم، تتناثرُ عناقيد الذّكريات.. فتَطْفُو على سطح الحاضر الْمُهترئ.. ثمّ يذهبُ زَبَـدُها جُفـاء.. فإذا شجرة العمر مُفتّحة الأغصان.. مُتشابكة الرّؤى.. تتشظّى فيها أوراق الشّباب بين طفولة يَانعة.. وحاضر مُتيَبّس.. لكنّ الأصل ثابتٌ في الأمل.. والفرع توّاقٌ إلى نور القمر..
وبيْن هذا وذاك.. تتآكل سنوات العمر، وتُعلن حالة الفزع من هادم اللّذات الذي يترصّد نبْض القلب في مَتاهات الغفلة.. وتلابيب النّسْيَــان..
..
2- تَـهَـيّـُـؤات..
ـــــــــــــــ
في باحَة اللّيل البهيم، يُطارد الفتى نجْمةَ الصّبح بعيْن جاحظة.. ونفْس تَـوّاقـة.. وجسَذ مُعنّى، مُتآكل.. لم يَبْقَ منه سوى ظلّ يتلاشى رويْدا رويْـدا.. وروح تُسافِـرُ في الأفقِ البعيد.. بُراقُها التّـوْق.. وزادُها الشّـوْقُ.. ومُـرادها أن تكـون نُـورا يقذفه اللّه في قُلـوب الحَيـارى، والسّهـارى.. وعُبّـاد النّجُـوم..
..
3- ذَوَبَـــان..
ــــــــــــ
كذّبَ عيْنًـا.. تُحَمْلق في العـابريـن..
تَـولّى عن أذنٍ.. تسْتـرقُ السّمْـع من الغـافليـن..
أحْـرَقَ أصابعَ.. تتحسّسُ أجسـاد العُصَاة.. والمَـارقين..
..وقَطَع لسَانًـا.. يغْتَابُ أعراضَ المساكين.. والمهمومين..
ثمّ جعَل من خلفه سُدّا.. وعلى أنفه سُدّا.. وأبَى أنْ يشْتمّ روائحَ الكادحيـن..
.. وتــاه في الزّحام.. حتّى غــابَ بيْنَ الأنَـــــام..
وذابَ.. في عالم الرّؤى.. والأحــــلام..
***
19 /06 / 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق