واقف عل ضفاف نهر الحياة زرقته الجميلة
تستفزني ذلك الصباح دون مبرر
تذكرني فجأة بالعيون الزرق التي لا احبها
لا نهر في حياتي
لذا اعلنت العداء على هذا النهر
يبدو انه شاعر اضاع طريقه
في كل مدينة قابلته فيها
شعرت انه لم يصل بعد الى وجهته النهائية
يعيش على اهبة السفر
عندما يجلس على كرسي يبدو جالسا على حقائبه
لم يكن يوما مرتاحا
كأن المدن التي يسكنها محطات ينتظر فيها قطارا
لا يدري متى يأتي
صوته موسيقى
لأنه لم تخلق بعد
أتعرف عليها لأول مرة
في حزن نبرته التي خلقت في البدء للفرح
إذا بها عزف لشيء اخر
اراه يتدحرج امامي من سلم القيم
غباء او تواطئا
لا ادري
الوطن غائب عن تلك السهرة
ناب عنه جرحه ووجهه الجديد المشوه
فقدت فجأة شهية الكلام
اخرستني الصدمات المتتالية
اردت عندئذ ان اضع نهاية
لموجة الحزن التي فاجأتني
خشيت ان تجرفني نحو ذاكرة النهر
رحت أتأمل مدهوشة
احاول ان اضع شيئا من الترتيب
في افكاري الذي يدخل النور
الى اعماقي غصبا عني فأشعر انه يختلس شيئا مني
كانت دمعتان قد تجمدتا في عينيّ
انا التي فقدت علاقتي بالزمن
يستيقظ الماضي مربكا
يستدرجني الى دهاليز الذاكرة
احاول ان اقاوم ولكن هل يمكن لي ان اقاوم ذاكرتي
اغلق ذاكرتي وأشرع النافذة
احاول ان ارى شيئا غير نفسي
اذا النافذة تطّل عليّ
كنت اشعر لسبب غامض
اصبحت يتيمة مرّة اخرى
بين اول رصاصة واخر رصاصة
تغيرت الاهداف وتغير الوطن
لماذا يكون الغد يوما للحزن
مدفوع الاجر مسبقا
يكون بتبادل التهم ونكتفي بزيارة المقابر
غدا من ازور ذلك القبر
لا اريد ان اتقاسم حزني مع الوطن
هناك مدن لا تختار قدرها
فقد حكم عليها التاريخ كما حكمت عليها الجغرافية
الاّ تستسلم لذلك
لا يملك ابناؤها الخيار دائما
الموت يمشي ويتنفس معنا
الايام تعود قاسية دائما
لا تختلف عما سبقتها
ذلك منطق الموت الذي لم اكن ادركته بعد
ليس الذين يموتون هم التعساء دائما
التعس هم اولئك الذين يتركونهم خلفهم ثكالى
يتامى معطوبي احلام
كنت يتيمة من الداخل
عمياء ذلك بعمق في كل لحظة
الجوع الى الحنان شعور مخيف وموجع
يظل ينخر فيك من الداخل
يلازمك حتى يأتي عليك بطريقة واخرى
تمنيت طويلا بعد ذلك ان امدد جثمانا
اسمه الجوع لأتمتع ويعود بعد موتي
بدمعة مكابرة في عينيه
شهادة الحياة التي منحتها لي
شهادة الشفاء من ذاكرتي وطفولتي
العراق/بغداد
23/6/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق