عفّرَ عمري خدَّهُ بغبارِ الحروب
منذُ ذلك التأريخ
شرعَ خيطُ الدلالةِ في الجهةِ اليسرى
من أرضٍ لا تعود إلي
الطرفُ الآخرُ صعبُ الوصولِ إليه
رغم أني في قاربِ النجاة ،
قيافةُ خطواتي ترجلتْ من قامتي المقوّسة
نحو هدنةٍ مزيفة ،
هندامُ خوذتي تنتشي بتنهداتي
تصعدُ تارةً وتنزلُ تارةً
طالما يؤشرُ رأسي بالقبولِ ،
الليلُ العقيمُ
يلعنُ الأزيزَ الساكبَ على السكونِ
ودخانَ الصهيلِ ،
هدأةُ النجومِ ما برحتْ سعيدة
بصيحاتِ صدورٍ تعرتْ منها الواقيات
بلا عذرٍ
وما عادتْ تحمي الظهور ،
تَعِبَ الدليلُ من تناوشِ الأعرافِ والأصول
كيف يناولُ كفّي
وجهَ رصاصةٍ منطلقةٍ قبل شهور
لقد نامت بشخيرٍ دائمٍ على ذراعِ الترابِ
لم يكنْ طولها يسترعي انتباهَ الجروح
ولا تغني لرأسِها ضماداتُ النزيفِ ،
مصاحبةُ الحماسةِ صعبةُ المنالِ
في ظلِّ حلكةِ الصيامِ وسط قرقرةِ الجوع
هلالُ العيدِ يبللُ ريقهُ بفجرٍ فاقدِ الأهلية
بعدما ينشرُ كركراتهُ فوق قوسِ النصر
المصنوعِ من ( سمنتٍ خافتٍ ) وطينٍ جائر ،
ينتظرُ عودتي بلهفةِ المنتصرِ
ولم أدرك لغايةِ الآن
مؤخرةَ الطلقةِ التي كنتُ أسميها رحمةً للأخير
تنتظرني كي تعلنُ عن وصولي
إلى أول ثقبٍ في الرّيح
لأقطعَ الخيطَ من الوسطِ
ويتيهُ أصحابي
في فيافي الفرارِ
تلك مصيبةُ الجنودِ
يتركهم ( زيلُ )* المؤونةِ
وتزودهم بفوارغِ العتادِ
ليستتروا خلفها
لعلّ ضواري التضاريس
تعقدُ السلامَ مع النحورِ
عندما سقطَ الخيطُ صريعاً من قبضةِ الكفوف
ضاعت عن المعركةِ جادةُ الصواب
حينما تشبثتْ على صدورِ القادةِ دبابيسُ النياشين…
………………………………………
البصرة / ١٩-٦-٢٠١٨
*زيل سيارة عسكرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق