أبحث عن موضوع

الأربعاء، 20 يونيو 2018

في رحاب الإمام علي عليه السلام ................. بقلم : غزوان علي // العراق




تلألأتْ دمعتي فــالآنَ تـزدلـــــــفُ

وانّهــــــا مثلُ هــذا المـاءِ ترتجفُ

وانّهـــا منْ عظيمِ الحبِّ حـــــائرةٌ

كقَّشةٍ في مياهِ النَّهرِ تنجــــــــرفُ

قصــــائدي بضريحِ العشقِ طائفةٌ

ألفاظُهــــا من لحاظِ الفكـرِ تقتطفُ

إليكَ تحملُني الأقـــــــدامُ في لهفٍ

وكـــــــلُّ خطوٍ إلى مرقاكَ ينعطفُ

وكـــلُّ جارحـــــــــةٍ بالحبِّ ناطقةٌ

وانها في هــــــوى الكرَّارِ تعترفُ

مولاي خذْ دمعتي عصفورةً ذبحتْ

بها من الحزنِ ما قد يثكلُ الأســفُ

ميزانُكَ العدلُ في الأحكـــامِ قـاطبةً

وتحتَ حكمِكَ كلُّ الجـورِ ينخـسفُ

هــذي المـــــلايينُ إذْ تأتيكَ زائرةً

حتّى تُجدّدَ عهــــــداً للألى سلفوا

يا رحمــــــةَ اللهِ هلَّتْ في نواظرِنا

والنَّاسُ مِنْ نبعِكَ الميمونِ تغترفُ

لولا وجودُكَ أضحى الدِّينُ مندرساً

والقومُ ما ابصروا حقًّا ولا عرفوا

عليُّ يامنْ هـــواهُ فــوقَ ما أصفُ

هذي القوافي عيونٌ دمعُهــا ذرِفُ

للــهِ أنتَ كـــبيرٌ صـبرُهُ جـبلٌ

وليسَ في خلقِهِ التَّعنيفُ والصَّلفُ

أنتَ الذي حيَّر العُبَّاد كلُّهـــــــــــمُ

مامثلُهُ عــــابدٌ بينَ الورى عرفوا

طلَّقتَ دنياكَ مِـنْ زهدٍ ومِـنْ ورعٍ

إذْ كانَ غيركَ مِنْ كأساتِها رشفوا

جـاءتْ بثوبِ الغواني وهي زاهيةٌ

تميلُ نحــــوكَ باللــــــذَّاتِ تختلـفُ

أعرضتَ عنها ومنكَ القلبُ مغتبطٌ

بالصَّبرِ مـؤتزرٌ بالحـــلمِ ملتحـــفُ

وكيفَ يُفرحُ بالدنيا وزينتِهــــــــــا

وعقبَ لذَّاتها الخُســـــرانُ والتَّلفُ

شيَّدتَ منْ فكّـــرِكَ الخلاّقِ مدرسةً

بها ضلالاتُ كـــلِّ الجهـلِ تنقصفُ

ومنطقاً سلسلاً كـــــالعقدِ تسلكُــــهُ

واللفـظُ يخــــرجُ درّاً مابهِ صَّـدفُ

أبا اليتامى ومنْ عـاشوا بلا أمـــلٍ

كنتَ الضَّمادَ لمنْ في جرحِهم نزفوا

وكنتَ للضائعِ الحيَّرانِ ذاكـــــــرةً

وكنتَ حنطةَ مَنْ في عيشِهم شَظفُ

كـــفَّاكَ خبزٌ وزيتونٌ ومـــــــــأدبةٌ

أكرمْ بكَ الجودُ والإحسـانُ والكنفُ

لا زالَ بيتُكَ للــراجينَ منتجعـــــــاً

تعطي الجزيلَ ما في خلقِكَ السَّـرَفُ

تقري الجياعَ ومافي الجيبِ مِنْ ذهبٍ

وتملكُ الكــونَ مافي بيتكَ الحشفُ

تكسو الفقيرَ أيادٍ منكَ نعرفُهـــــــا

تجـــــري العطاءَ لنا ماءً فنرتشفُ

تصيرُ سقفاً لمنْ كـــانوا بلا سقفٍ

وضحكـــــةً لشفاهٍ مـــــاؤها يجفُ

وترسمُ الفرحةَ العذراءَ في هُــدبٍ

يغالبُ الدَّمعُ فيهــــــا ليسَ ينذرفُ

وتحمدُ اللهَ في جـــــوعٍ وفي شبعٍ

والحــالُ لـــولا صنيعُ اللهِ ينكشفُ

عفَّرتَ بالأرضِ وجهاً أنتَ راغمهُ

فمنْ خشوعٍ تكادُ الأرضُ تنخسفُ

محرابُكُ اللّيلُ بالنّجوى تسامــــرُهُ

والقلـبُ منكَ بذكــــــرِ اللهِ منشغفُ

مقامُكَ العــرشُ والأفـــلاكُ تحسدُهُ

فألفُ بخٍ لأرضٍ اسمُها النَّجــــفُ

وجهٌ تزمّـــــلَ بالأنوارِ مؤتلقـــــاً

يزهو بهِ الكونُ والأبصارُ تنخطفُ

مولاي ياسيِّدَ الدنيا وشاكمَهـــــــا

إليكَ أشكـــــو زماناً كلُّـــــهُ جَنفُ

فمـــــنْ دعـــــاكَ بكربٍ قد ألــمَّ بهِ

عنهُ الكــروب بفضلِ اللهِ تنصرفُ

ياسيِّدَ الحرفِ قد ضاعَ العراقُ سدىً

حكَّامُهُ سرقوا الأموالَ وانصرفـوا

باعوا العراقَ وهمْ منْ أقسموا سلفاً

بأنهمْ منْ صميمِ القلبِ قد حلفـــوا

هم اللصوصُ ونارُالحقدِ ترمِضُهم

مثلَ الكلابِ وفي احشائها الجيفُ

مستذئبونَ على أحـــلامِنا سحقوا

فكلُّ حلمٍ غدا في عرفِهـــــم هـدفُ

تحكَّموا فاستطالوا يقتلــــــونَ بنا

جزَّارُهــــــم باطشٌ ما لحظةً يقفُ

قتلٌ وفقـــــرٌ وتشــريدٌ ومســغبةٌ

دماؤنا نزفُها جمــــرٌ فمــــا يكِفُ

حتّى لقد ريعتِ الأفلاكُ أجمعُهـــا

بما اقترفتم بأهلي أو بمنْ خطفوا

سودُ الضمائرِ مـا تلقى لهم شرفاً

سوى وجوهٍ غشاها الشُّؤمُ والقَرَفُ

تخـاذلَ النَّاسُ في عصري وقد خنعوا

لو فوقهمْ أمطرتْ ذُلاًّ لمــــا نَكَفوا

هــــذا الزَّمــــــــانُ لئيماتٌ طوالعُهُ

فالحقُّ مستوحشٌ والظُّــلمُ يعتسفُ

عراقنا أيَّها المــذبوحُ مِنْ وجــــعٍ

أودى بكَ الموتُ والعبواتُ والسُّرَفُ

لكنَّكَ المـاردُ العمـــــــلاقُ ياوطني

تبقـــى عصياً ويبقـــى ذلكَ الأُنُفُ

تلألأتْ دمعتي فـــالآنَ تزدلــــــفُ

ياسيِّدَ الجرحِ إنَّ الجــرحَ مختلفُ

هذي جراحُكَ مثلَ الفجرِ طالعـــــةٌ

تعبِّدُ الدَّربَ لو قد زُيّفَ الهــــــدفُ

ليبصرَ النَّاسُ جرحاً أنتَ حاملُـــــهُ

جرحُ الشَّهادةِ تهوي دونَهُ السُّجُفُ

دمٌ علــى عتباتِ الشَّمسِ هاطلُــــهُ

يصيحُ بالظُّلــمِ حتَّى ترفعَ الصُّحفُ

بكَ العــــــــراقُ عظيمــــاتٌ مآثرهُ

ولم يزلْ قبلةً في عينِ مَنْ شغفـوا

يا أيُّها المالئُ الدنيا وشاغلُهـــــــا

وحيثما كانَ كانَ المجـدُ والشَّرفُ

سبحانَ ربِّكَ إذْ أعطاكَ منزلــــــةً

مانالهـــــا سلفٌ أو حـازها خلفُ

وكيفَ تبقى سماءُ الأفقِ صــافيةً

وليسَ يسقطُ مِنْ نخلاتِها السَّعفُ

وكيف يبقى مسارُ الأرضِ معتدلاً

فـــلا يميلُ ولا فـــي نفسِهـا تقفُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق