تسألني لماذا كل هذا الفرح ، و لماذا أمسح على شيخوخة الزمن الذي ظل رابطا هناك خارج ضحكتها وكأن شفتيها تعيد الزمن الى نفسه ليكسر كل مراياه التي تاهت عن الوقت بتوحدنا ...
تسألني كم أحبها وأنا لا ألون لروحي إلا بمواسمها وما عرفت حدائق الأزهار إلا من أنفاسها
وما تعطرت بألوان العطور إلا حين يغطيني عطرها في ليل وحدتي حين كانت تغسل أثواب المسافات بأكوان عينيها ...
تسألني لماذا يبقى الزمن طفلا يلعب على مدارج الوقت غير المرئية كأنه شاهد على مرور نورها من خطوط الأيام و حين ترسم أسماء عشقنا على أضلاع الوقت , هي تعرف كيف يصحو الوقت من نعاس فراقنا لينتحر في المسافات والسنين ..
تسألني كيف تطفئ حرائق البعد ومسافته الملونة بخيبة الأيام التي رمتها السنين خارج توحدي في حضنها ...
وتكثر الأسئلة وأنا لا أسئلة لي إلا الصمت المعاند لجفاف صوتي المغروز بدفتر الكلمات والتي ما عد لها معنى وأنا لا معنى إلي إلا هي ....
كيف أجد نفسي لأسألها عنها وأنا هنا مجرد ظل جسد يأخذ ظلاله المتشعبة من هنا وهناك حيث تقتنص السنونو عبور الفصول من ثقب المجهول ..
هذه روحي غريبة حتى عن المرايا التي رأتني أمس ، فكيف أراقب روحي من فنارات الجسد في خيبة البحر وسفن خلاياي ما عادت تحمل شراييني الى مركز القلب ..
يتسع سؤال الصمت كأنها الريح تمخر في جمري الى مواقد كفيها وأنا دون أغطية المكان وكأني تائه بين زمن الريح ونسائم ضحكتها ...
أين أنت الآن وأنا خارج الوقت أعد رمل الطريق إليك وكأن ساعات الكون خلت من مرورها على وقتي مع أني لا وقت لي إلا حين أراقب المدى المرسوم بخطوط الطول والعرض داخل مدنك المتوحدة مع خطاك وأنت تذهبين كل يوم مع نور الشمس وتخفين ظلك داخل حقائب الحلم الملتف بحنايا الغربة بين عينيك والجدران...
كنت أمد خيط المجهول الى جسد الطريق الموصل إليك ولا يأتيني إلا صوت صدى أيام صبر أنتظاري إليك ...
طالت عناكب أنتظاري إليك وأنا قد وهنت من خيوط أيامي وتشابكها مع ساعات يومي الذي ما عادت تشتهي اللحظات الأتية من دونك ...
سأبحث عن أرقامك في جوالي لعل يصلني صوتك عبر تقنيات العصر وأسمع ضحكتك التي ظلت رابطة في مدارج مراهقتنا التي جمعت الأحلام من دفتر الغيب والأقدار ...
سأترك كل العناوين وأبقى أنتظر عنوانك الوحيد حتى لوغيبتني الأيام على حافات أحلام اليقضة وسأنصت الى القلب لعلي أعثر على نبضك في شراييني وأكتمل بك قبل مجيء القمر الأخير من زمن العصور ...
وتنتهي دورة الأيام على أعشاب الدروب ..
ستبقى الأزهار مفتاح أبوابي إليك لأن اسماءك تشبه مياسم الأزهار وحتى وأن خلت من فردوس كفيك ...
سأنتظرك رغم أني أعرف أني هنا في المسافات القريبة من رموش الزمن في عينيك .
سأنتظر حريتك ... سأنتظر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق