بدءا لا بد من التفريق بين الملل والاكتئاب فكثيرا ما يتم الخلط بينهما وبيهما فارق كبير ..
فالاكتئاب حالة مرضية تصيب النفس وله درجاته وأسبابه منها تعرض المريض لهزة وجدانية عنيفة كفقدان مقرب او تعرضه لخيبة امل عاطفية كبيرة او تعرضها لوساوس شيطانية من خوف او قلق من مستقبل او عيشها في وسط اجتماعي خانق او اسباب اخرى ربما سنقف عليها تفصيلا في مقالات قادمة بمشيئة الله تعالى ..
أما الملل فليس مرضا بل هو حالة من عدم الاحساس بالبهجة و فقدان الرغبة بمواصلة الاهتمام بإكمال العمل او التفاعل بحماس مع الاشياء .
ببساطة الملل فقدان حالة الشغف ..
يحس الملول بالروتين او يتوهمه و هو بدلا من كسر تلك النمطية المملة فإنه يستسلم لها فيبدأ يعيش اسوأ ما يمكن ان يواجهه وهي السلبية فيتحول الى شخصية محبطة بل و مصدرة للاحباط .
كذلك لا بد من التفرقة بين الشخصية المللة والشخصية الملولة ..
الشخصية المملة هي من تصنع الملل وتتفنن في اتقانه ..
الشخصية الملولة تمل من الاشياء التي يهتم بها الناس عادة او على الاقل لا يتملكهم السأم منها بل يتأقلموا معها ..
كذلك : الشخصية المملة نمطية بامتياز وسطحية في تناولها للأمور وتكرر ما تقوله بذات الاسلوب وبنفس العبارات وامام نفس الناس وبعد ذلك تتساءل ببراءة وتستغرب من عدم تفاعل الآخرين معها .. لكن ذلك لا يثني من عزيمتها في مواصلة الملل بذات الحماس !!
في حين الشخصية الملولة تضيق ذرعا بالانماط التقليدية من الحديث ولا يثيرها الاسلوب المكرر ..وتحب الاختصار وتفضل العزلة على العيش بسطحية واعتياد ..
لذا بين الشخصيتين المملة والملولة اذا اجتماعا فصولا من المرح والكوميديا السوداء و لنا ان نتصور الحياة الزوجية بين زوجين أحدهما يصنع الملل والآخر ملول لا يهضمه ولا يستسيغه ..
على فكرة ..الشخصية الملولة ليست سيئة بل هي مبدعة وتتميز بطاقة روحية هائلة .. سنتعرف على ملامحها وطبيعة نظرتها للحياة وسلوكياتها في الجزء الثاني من هذا المقال الذي جزأته مراعاة لمزاج الشخصية الملولة التي تبتسم الآن .....
دمتم بعافية
جواد الحجاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق