ما بين الشخصيتين المتحضرة والجاهلة ....ترقد الشخصية الخاملة ..
هي لا تشكر ولا تستثمر ولا تفكر ولا تكفر ولا تتزود ولا تتمتع ..
قيدتها سلبيتها من التفاعل مع حقائق الوجود ...
انعزلت واعتزلت هربا من الافتنان ولنا مع هذه الشخصية الهاربة وقفة لأنها تمثل قمة ما يصل اليه الانسان من سلبية ..
هي تؤطر كل تلك السلبية بالزهد ..
الزهد لا يعني الهروب والانزواء ... ولا يعني الانكفاء على الذات وهجر ما أباح الله من ملذات ..
لا يعني أن تحجب نفسك عن الدنيا بقدر ما يعني ان لا تجعل الدنيا تقترب من قلبك وتؤسر عقلك ..
الزهد ان تكون وسط الدنيا وقلبك في منأى ..ان تثبت في قلب معركة المغريات ..
ان تصوير الزاهد بذلك المنكسر اللائذ في زاوية من الحياة بثوب قصير وذقن مهمل ومسبحة طويلة ليس تصويرا قرآنيا بل محض فهم ساذج وسطحي للفتنة للافتتان ..
ببساطة لو شاء الله لجعلنا بلا شهوات ..
ولو شاء لم يخلق جمالا ولا متعا ولا رغبات .. ولجعلنا ملائكة ..
لكنه عز وجل اقتضت حكمته ان يخلقنا بشرا بأهواء وعقل يرجح بين دنيا فانية غارقة بالملذات وآخرة زاخرة بالباقيات لينتج ما يسمى قانون التزاحم ..
ان تحتدم معركة كبرى في نفسك تخوض غمارها ولابد ان تثبت و تنتصر فيها ايضا .و هذا هو جوهر الابتلاء .
دمتم بخير وعافية ..
جواد الحجاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق