قبل أن تشرعوا بتمزيقِ جسد الوطن
أمنحوني بعض وقت
أقبل شتلات البرد في دهوك
أمرغ وجهي بضياء الله في كربلاء
ايُها السفلة ...
لدي موعد بظلِ ( الورار ) (1)
أحمل له السقم وبعض الصور
هناك مسني الجوع فوجدت الأنبار مائدة
لا تعجلوا بذبحي
أنا إنسان ولست مأذنة للرعب
أماسي العشق في نينوى ولدت ألف زرياب
وغافية الرمش صهرها الانتظار في اربيل
تترقب رحيل العهر الملتحي
أيها السفلة ...
عراقيون هويتنا التمر البرحي
وثيابنا منقوش عليها أسوار الصبر
كلما قدمنا الدماء سرقتنا آلهة العار
تلك عوراتنا تمازح الأجيال
كلما دثرها جبان عصفت بها الريح
نصف شرفنا سرقته الثورات المستعارة
أفاقون باعونا بكأسٍ ساقطة وقذارة
أيها السفلة ...
أتركوني أغني في ( السرجخانة ) (2)
عسى صوتي
يطرق ساق الشمس
هي تعلم أنني جنوبي أهوى الموال
ميسان غلفت دفاترنا برائحة المطر
عشاءنا العيون والترقب
أيها السفلة ...
صوت العود يداعب العطش في بغداد
( الجالغي ) يفترش المقاهي (3)
الخبز الساخن يروي للغرباء
حضارة السواعد السمر
وصياح الشجر على الفرات
أرحلوا وسنصلي صلاتنا الموحدة
بعقالٍ واحد ويشماغ واحد
لأننا أبناء الطين والحضارة والعراق
.............. قاسم وداي الربيعي ...بغداد \ 2015 ....................
__________________________
*السَّفِلَةُ من الناس : أَسافِلهُمْ وغوغاؤُهمْ
(1) الورار ناظم أروائي يحول ماء الفرات الى بحيرة الحبانية ويقع في محافظة الرمادي
(2) السرجخانة ..شارع كبير يقع في محافظة نينوى يبداء من محلة القطانين وينتهي الى شارع النجفي ...وأصل التسمية غير عربية بل تركية تعني السرج الخياطة والخانة تعني المكان الكبير ويشتهر ببيع الملابس ومستلزمات الخياطة
(3) الجالغي فن من الفنون الموسيقة الغنائية القديمة يمثل التاريخ الفني لبغداد وله مشاهير في الغناء والعزف لم يزل الى وقتنا الحاضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق