أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 5 مايو 2015

قراءات في دفتر الجنون ....79 (ملاءات الحنين)...................... بقلم : عباس باني المالكي /// العراق





منذ غادرت باتجاه الغرف الباردة ...ضاعت تراتيل صدري الموزعة على أحلام طازجة بحضور الوجود بين أصابع ذاكرتي ..
لم يبق في ذاكرتي إلا حلم ينشد إليك ، لهذا سأترك ذاكرتي تحتضن المسافات وتنام عند حدود بلا وجوه , تعاند الشمس في طريقها إلى النهار الأخر....
أتوحد مع جنوني المتلاطم في روحي إلى حد التوحد مع محرابك الذي لا يسكن إلا عند حدود الهواء الملامس لأنفاسك ..
أبعد عني احتراق الحنين وأبحث عنك في كل النساء فلا أجد إلا أنت ...
لهذا سأقفل قلبي على علامة المدى الزاحف إليك وأرحل إلى داخل روحي تكللني الوحدة والعزلة دون انتماء إلى خطاي باتجاه العالم الغريب ...
أبحث عن خرافتي فيك كي أكتب فيها كل عناوين العشق الذي لا يحتاج المطر كي يشم رائحة البحر في غابات انتظاره عند قياس نبض قلبك ..
حين ذهبت إلى أروقة التاريخ كي تسكني جدران همس لا أستطيع أن أفك طلاسمه في حضور السحرة وعكازاتهم تلتهم بقايا الطيور العابرة من عمري إلى عمرك المعلق دون وقت الانتظار ....
الأبعاد ألأربعة دارت حول قلبي غرقا بالاتجاهات وضاعت الدروب التي تؤدي إليك لهذا رميت بالجمر كل مسافات الزيتون لتأتي المواسم دون ثمر من فصولك ....
قد تعلمت من وجعي لا أصدق حكايات الثعالب حين أريد أن أمنحك بياض الروح ..
وتعلمت من وجعي لا أجعل جسدي حلما تسرق روحه أسرار الشجر بعيدا عنك
سأرمي كل التائهين بالزمن دون كفن الوقت ...
تعالي قبل أن تأتيك الأحلام كوابيسا وقبل أن تتحولي غصنا بيد الجمر فلا موسم يمر عليك دوني ، فبعدي ستتخشب أحلامك بزمن التراب وتقفل ذاكرتك على المدن التي كنا فيها فلن يكون هناك بحر ولا مدن ولا سماء و ستشيخ عيونك عند الشجر العجيب ....
وستأتيك كل التماثيل دون أطراف ...
ستغسلين روحك بمر البحر لتسكني شاهق أحلامنا التي تركناها عند الجرف البعيد ..
ستدمي ذاكرتك أشواك حروفنا حين كتبناها لأناشيدنا عند صخرة الموج ، حيث بساتين
أقدامنا تمر على شواطئ الحلم ...
ستبقين طيرا مهاجرا يختصر المسافات دون التحليق بأجنحتنا التي كنا نصنعها من ملاءات الحنين عند شرفة صديقة البحر .....
تعالي قبل أن نتحول إلى تاريخ دون تدوين ونتيه في خراب الوحدة والعزلة ...
تعالي قبل أن تتحول شعوب دمائنا قافلة الوجع في محاولة النسيان ولا نعرف السكينة أبدا ... تعالي .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق