شمسٌ
لفظتْ أنفاسَها الأخيرةَ . . .
تشرذمٌ
أحيا ميّتاً
تحجّرَ فيهِ زمنٌ غابر
تباهى بطعنِ خاصرتِه
كأنَّ السّماءَ لم تُغيّرْ لونَ راياتِهِ الحُمر . . .
لم يُغادرْ مُكاءً وتًصدية . . .
ما هَجرَ ظالماً أو مظلوماً . . .
ذراتُ آخرِ فتحٍ
ليسَ منهُ إلآ حوافرُ خيولٍ جمحتْ
فاستكانتْ
ظلاماً
شرِبَ كُلَّ الألوان . . .
كأنَّ سيفَهُ كانَ خشباً فاحترق !
. . . . .
بثوبِ حجيجٍ أبيض *
بعقالٍ عربيٍّ من وبرِ الإبل . . .
أدخلَ الجّملَ بخرمِ إبرة
بيدهِ زمامُ النّاقة
حقائبُ مُنتفخة
صكوكٌ برائحةِ البُنّ . . .
توارى بابتسامةٍ على شفةِ الصّحراء
تسخرُ من كُلِّ ما رَفَع
خَفَضَ
بنى
هَدَم . . .
ما عقلَ بعيراً
لكنَّهُ
على ما أرادَ عَقَل . . .
فَرْنَجَ دَمَ اللاّهثينَ وراءَ السّرابِ بقِرَبٍ مثقوبة . . .
جيناً
ينتقلُ من صُلبٍ لصُلب . . .
مٌندسّاً
بلحمةِ أمّةٍ
تسفُّ رمادَها
لا تُوقدُ في ليلِها البهيمِ شمعة . . .
نطاحٌ بينَ أضدادٍ لا غالبَ فيه
خناجرُ من رحمٍ واحد
لا تفري غيرَ بطونِها . . .
بيل **
انتهتْ لُعبةُ الشّطرنجِ الملكيّة . . .
دعيهم يعلكونَ أكبادَهم
هم مُنصتونَ جيّدون لهمسِ الغريب !
. . . . .
ذوو فكٍّ سائب
أخفتْ ذيولُهم بصماتِ الثّعلبِ الأشقر
عرّاباً
ليسَ غيرُهُ مُديراً للدّفة . . .
تترسمُهُ وجوهٌ
خُسفَ فيها الاستحياء
لا يُسألُ مقلوبٌ عن رأسِه . . .
تسيّدَ الصّفرُ ناصيةَ الأرقام
فأُكلتِ السّمكةُ حتى رأسُها . . .
تعساً لقراصنةٍ
يقتسمون السّفينةَ غنيمةَ حرب
لا مكانَ بينَهم لنوتيّ . . .
أغرقَوا البوْصلةَ
فماتتِ الجّهاتُ الأربع . . .
إنّهُ زمنُ التّيْه
زمنُ الخُبزِ المُرّ !
. . . . .
منبرٌ
تحفُهُ لعناتُ حُقبٍ مُحترقة
مُتسخٌ بألفاظٍ اعتصرَها التّكرار
فعلَفاً للبغالِ أمست . . .
تفتّتَ ما ناءَ ماضٍ بحملِه
نِعَمُ الله
أعمدةُ الكوْن
مدىً لا يُسبرُ غورُه
خيرُ ما عرفتِ القرونُ أمّةً
لا سواها خاطبتْهُ السّماءُ بلغةِ الجّنة . . .
ما الذي يحملُهُ الهُدهُدُ لمشارفِ هذا العَصر ؟
لا تجدُ ظلَّها جماجمُ
ضاقَ بها سَفَهُ الحوتِ الذي ابتلعَ القمر . . .
. . . . .
أيُّها النّاعبُ نذيراً بأشأمِ ما يأتي بهِ صوتُك
لا الأرضُ يباب
لا النّهرُ توجعُهُ هاجرةُ قيْظ . . .
الغدُ
سيكونُ أجملَ من دونِ أنْ يخطرَ لكَ فيهِ ظلّ !
المنجلُ
يتفوّهُ بلغةِ الحَصاد . . .
ولادةُ يومٍ ينطقُ بالمهد
توجّسَ خيفةً منهُ الغُرباء . . .
المَذراةُ
ترفعُ ذراعاً لرغيفٍ
يتّسعُ خارطةً لأفواهِ كُلِّ التّعُساء . . .
ديموزي
بينَ بيادرهِ يرقصُ رقصةَ السّنابل
لا تنفرجُ شفتاهُ عن حرف . . .
قبلةُ عشتار
ذوّبتْ في رضابِها كُلَّ ما يُمكُنُ أنْ تدمعَ لهُ عيْن !
. . . . .
إيهٍ
وخزةَ الألمِ المفجوعِ بجُروح آدم . . .
غوري كما شاءَ حاطبُ شجرتِه
بعُمقِ انكسارٍ الحرفِ في حشرجةِ الصّرخةِ الأخيرة
حينَ تحصدُ فوّهاتُ البنادقِ أخضرَ الحياة . . .
يلوّنُ الموتُ حقائبَ الصّغار . . .
لكنَّ للغضبِ يوماً
تشخصُ فيهِ للكوْن عيون . . .
لم يبقَ لهامانَ إلاّ تَذكّرُ يومِ ولادتِه . . .
واذْ ترسمُ أجنحةُ النّوارسِ ثوباً للفجر
لنْ يغلبَها بلونهِ الأحمرَ للحربِ إله . . .
ليهوذا آخرُ لقمةٍ من هواءٍ على مائدةِ العشاءِ الأخير !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
أضحى / آب/ 2018
*لورنس العرب
ضابط بريطاني أُنيطت به مهمة كسب الجزيرة العربية وإطرافها التي كانت تحت السيطرة العثمانية لصالح الحلفاء .وعد العرب بالحرية ، لكنه تركهم للتقسيم تحت بنود معاهدة سايكسبيكو الشهيرة .
سايكس سياسي بريطاني .
بيكو سياسي فرنسي .
**جيرترود بيل انكليزية
كانت تحب الاثار ولم يكن ذلك عملها الأساس . تحركت بين طهران وعمان ودمشق والقاهرة، وجابت الجزيرة العربية ،عملت مستشارة للمندوب السامي البريطاني في العراق (كوكس) وقد لعبت دورا خطيرا في رسم سياسة الشرق الاوسط ، وعرف عنها انها صانعة الملوك .توفيت في بغداد 1926في ظروف غامضة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق