أبحث عن موضوع

الجمعة، 17 أغسطس 2018

الذي أكلَ ما بعدَه .......................... بقلم : عبد الجبار فياض // العراق





شمسٌ

لفظتْ أنفاسَها الأخيرةَ . . .

تشرذمٌ

أحيا ميّتاً

تحجّرَ فيهِ زمنٌ غابر

تباهى بطعنِ خاصرتِه

كأنَّ السّماءَ لم تُغيّرْ لونَ راياتِهِ الحُمر . . .

لم يُغادرْ مُكاءً وتًصدية . . .

ما هَجرَ ظالماً أو مظلوماً . . .

ذراتُ آخرِ فتحٍ

ليسَ منهُ إلآ حوافرُ خيولٍ جمحتْ

فاستكانتْ

ظلاماً

شرِبَ كُلَّ الألوان . . .

كأنَّ سيفَهُ كانَ خشباً فاحترق !

. . . . .

بثوبِ حجيجٍ أبيض *

بعقالٍ عربيٍّ من وبرِ الإبل . . .

أدخلَ الجّملَ بخرمِ إبرة

بيدهِ زمامُ النّاقة

حقائبُ مُنتفخة

صكوكٌ برائحةِ البُنّ . . .

توارى بابتسامةٍ على شفةِ الصّحراء

تسخرُ من كُلِّ ما رَفَع

خَفَضَ

بنى

هَدَم . . .

ما عقلَ بعيراً

لكنَّهُ

على ما أرادَ عَقَل . . .

فَرْنَجَ دَمَ اللاّهثينَ وراءَ السّرابِ بقِرَبٍ مثقوبة . . .

جيناً

ينتقلُ من صُلبٍ لصُلب . . .

مٌندسّاً

بلحمةِ أمّةٍ

تسفُّ رمادَها

لا تُوقدُ في ليلِها البهيمِ شمعة . . .

نطاحٌ بينَ أضدادٍ لا غالبَ فيه

خناجرُ من رحمٍ واحد

لا تفري غيرَ بطونِها . . .

بيل **

انتهتْ لُعبةُ الشّطرنجِ الملكيّة . . .

دعيهم يعلكونَ أكبادَهم

هم مُنصتونَ جيّدون لهمسِ الغريب !

. . . . .

ذوو فكٍّ سائب

أخفتْ ذيولُهم بصماتِ الثّعلبِ الأشقر

عرّاباً

ليسَ غيرُهُ مُديراً للدّفة . . .

تترسمُهُ وجوهٌ

خُسفَ فيها الاستحياء

لا يُسألُ مقلوبٌ عن رأسِه . . .

تسيّدَ الصّفرُ ناصيةَ الأرقام

فأُكلتِ السّمكةُ حتى رأسُها . . .

تعساً لقراصنةٍ

يقتسمون السّفينةَ غنيمةَ حرب

لا مكانَ بينَهم لنوتيّ . . .

أغرقَوا البوْصلةَ

فماتتِ الجّهاتُ الأربع . . .

إنّهُ زمنُ التّيْه

زمنُ الخُبزِ المُرّ !

. . . . .

منبرٌ

تحفُهُ لعناتُ حُقبٍ مُحترقة

مُتسخٌ بألفاظٍ اعتصرَها التّكرار

فعلَفاً للبغالِ أمست . . .

تفتّتَ ما ناءَ ماضٍ بحملِه

نِعَمُ الله

أعمدةُ الكوْن

مدىً لا يُسبرُ غورُه

خيرُ ما عرفتِ القرونُ أمّةً

لا سواها خاطبتْهُ السّماءُ بلغةِ الجّنة . . .

ما الذي يحملُهُ الهُدهُدُ لمشارفِ هذا العَصر ؟

لا تجدُ ظلَّها جماجمُ

ضاقَ بها سَفَهُ الحوتِ الذي ابتلعَ القمر . . .

. . . . .

أيُّها النّاعبُ نذيراً بأشأمِ ما يأتي بهِ صوتُك

لا الأرضُ يباب

لا النّهرُ توجعُهُ هاجرةُ قيْظ . . .

الغدُ

سيكونُ أجملَ من دونِ أنْ يخطرَ لكَ فيهِ ظلّ !

المنجلُ

يتفوّهُ بلغةِ الحَصاد . . .

ولادةُ يومٍ ينطقُ بالمهد

توجّسَ خيفةً منهُ الغُرباء . . .

المَذراةُ

ترفعُ ذراعاً لرغيفٍ

يتّسعُ خارطةً لأفواهِ كُلِّ التّعُساء . . .

ديموزي

بينَ بيادرهِ يرقصُ رقصةَ السّنابل

لا تنفرجُ شفتاهُ عن حرف . . .

قبلةُ عشتار

ذوّبتْ في رضابِها كُلَّ ما يُمكُنُ أنْ تدمعَ لهُ عيْن !

. . . . .

إيهٍ

وخزةَ الألمِ المفجوعِ بجُروح آدم . . .

غوري كما شاءَ حاطبُ شجرتِه

بعُمقِ انكسارٍ الحرفِ في حشرجةِ الصّرخةِ الأخيرة

حينَ تحصدُ فوّهاتُ البنادقِ أخضرَ الحياة . . .

يلوّنُ الموتُ حقائبَ الصّغار . . .

لكنَّ للغضبِ يوماً

تشخصُ فيهِ للكوْن عيون . . .

لم يبقَ لهامانَ إلاّ تَذكّرُ يومِ ولادتِه . . .

واذْ ترسمُ أجنحةُ النّوارسِ ثوباً للفجر

لنْ يغلبَها بلونهِ الأحمرَ للحربِ إله . . .

ليهوذا آخرُ لقمةٍ من هواءٍ على مائدةِ العشاءِ الأخير !

. . . . .

عبد الجبار الفياض

أضحى / آب/ 2018




*لورنس العرب

ضابط بريطاني أُنيطت به مهمة كسب الجزيرة العربية وإطرافها التي كانت تحت السيطرة العثمانية لصالح الحلفاء .وعد العرب بالحرية ، لكنه تركهم للتقسيم تحت بنود معاهدة سايكسبيكو الشهيرة .

سايكس سياسي بريطاني .

بيكو سياسي فرنسي .




**جيرترود بيل انكليزية

كانت تحب الاثار ولم يكن ذلك عملها الأساس . تحركت بين طهران وعمان ودمشق والقاهرة، وجابت الجزيرة العربية ،عملت مستشارة للمندوب السامي البريطاني في العراق (كوكس) وقد لعبت دورا خطيرا في رسم سياسة الشرق الاوسط ، وعرف عنها انها صانعة الملوك .توفيت في بغداد 1926في ظروف غامضة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق