أبحث عن موضوع

الجمعة، 17 أغسطس 2018

وريقاتُ ابتسامتي تتهشَّمُ ......................... بقلم : مرام عطية / سورية


كنتُ أبيعُ الزهرَ في حديقةِ الأماني حين اصطدمتْ وريقاتُ ابتسامتي بحاجزِ فكرٍ حديديٍّ ينزُّ صدأً وقيحاً ، ياللأسى ! يتقاطرُ دمعي زرافاتٍ زرافاتٍ ، يتهدَّجُ صوتي ، يذبلُ البنفسجُ على جفوني ، كيفَ يزرعُ كناري الحبورَ على أرصفةِ النفوسِ القاحلةِ ، ويمطرُ البشرى على شرفاتِ البيوتِ المهجورةِ ، فيقصيهِ الخريفُ الشاحبُ في زاوايا القهرِ المريرةِ ويرميهِ كورقةٍ يابسةٍ بين نفاياتِ السنين ؟! أتراهُ ينقذني قصيدي ويرمي عن كاهلي الأثقالَ الرديئةَ ؟!

اعذريني يافراشةَ النورِ ، ماكنت أدري أنَّ في عيون بعضِ البشرِ أشواكاً ثخينةً تنفذُ لجسدِ العشبِ أو أَعْلَمُ أنَّ في شفاههم مساميرَ تدمي الجسدَ والروحَ حتى تهشَّم جمالكِ بمطارقِ جهلهم ، وغابَ قزحُ ألقكِ عن وجهي ، فتقهقرتِ منحسرةً إلى بابِ روحي ، و تكسَّرتْ مرايا طفولتكِ على ذراعيَّ .

لا تسلْ ياصديقي كيفَ سالتْ دماءُ الحبقِ في وادي القبحِ الرخيصِ ؟! و كيفَ تشظَّى في قلبي طفلُ الحبِّ ؟!

مهمتي شاقةٌ اليوم ، عليَّ أن أرممَ جراحَ وريقاتِ الندى على غصوني ، وأرفو ثقوبَ الأمنياتِ بخيوط أمتنَ ؛ لأصون عقدَ النقاءِ الفيروزيَّ في صدري ، وأحمي مملكةَ السديرِ من غزوِ جيوشِ الكبرياءِ والغطرسةِ ، هيَّا استحمي يانحلتي الرشيقة بنهرِ الشَّمسِ لتحفظي عطرَ الطفولةِ السوسنيِّ من عناكبِ الجهل البالية ونيرانِ الأحقادِ

-----




بعدسة الفنان Stev Osten

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق