معطفُ الشَّوقِ في خافقهِ قصيرٌ بالٍ ، لايبرِّدُ قيظَ الجوى ، أو يصدُّ هجومَ الزمهريرِ الزاحفِ من بلادٍ قطبيةٍ متجمِّدةٍ ، مزَّقتهُ رياحُ الإهمالِ و شفراتُ البعدِ ، خيوطهُ المنسوجةُ من حريرِ اللهفةِ ، وأصوافِ التلاقي تبدَّدتْ منذ حقبٍ عديدةٍ ، رسمَ العثُّ فيها خرائطَ لأقاليمَ جديدةٍ
لا تحتاجُ في أعنفِ الهزاتِ لمقياسِ ريختر أو حتى ميزانِ حرارةٍ في الصداعِ
والطقسُ شتويٌّ باردٌ ، السنونواتُ هربتْ من أعاصيرهِ الغاضبةِ ، وراحتْ تبحثُ في صدرها عن ملجأٍ رحيمٍ و نثارِ قمحٍ أو فتاتِ خبزٍ تقتاتهُ لتسكتَ صراخَ أبنائها،
عاصفةٌ شرقيَّةٌ جائعةٌ التهمتْ بيادرَ الصمتِ الثَّريَّةِ
طوفانٌ جارف يقتلعُ جذورَ الصبرِ ويكسرُ جذوعَ
الحنانِ
أرزةٌ شامخةٌ تضمُّ عصافيرها بين الشِّغافِ ، تتنهدُ، تناشدُ إِلَهَ السَّحابِ أمطارَ اللطفِ وثلوجَ الفرجِ
تتسربلُ أجنحةَ النسورِ ، وتلبسُ عباءةَ الصَّبارِ السَّميكةِ ، تخيطُ لصغارها معاطفَ من كتَّانِ الضلوعِ ، و حرارةِ النبضِّ في العشقِ و الخشوعِ لاصقيعَ في فصولِ الحبِّ أو فتورَ في مواقدِ شرايينها
ترنو للشَّمسِ ، تسائلُ الربيعَ لفازها أزهارَ الحلمِ والتؤدة ، و لوجهها هديلَ الحمام
تمنحها مقلمتهُ ممحاةً تمحوّ بها خرائطَ العثِّ في معطفهِ المهترئ
و ماسورةَ حنينْ تقيسُ خصرَ الشَّوقِ ومساحاتِ الحبِّ المسلوبةِ في جسدها الأخضرِ
مهندسةٌ معماريَّةٌ ترمِّمِ مايقررهُ مهندس الاتصالاتِ في جمهوريةِ المَدَنيةِ والحضارةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق