أبحث عن موضوع

الخميس، 23 نوفمبر 2017

أرزةٌ شامخةٌ .................. بقلم : مرام عطية / سوريا



معطفُ الشَّوقِ في خافقهِ  قصيرٌ بالٍ ، لايبرِّدُ قيظَ الجوى ، أو يصدُّ هجومَ الزمهريرِ الزاحفِ من بلادٍ قطبيةٍ متجمِّدةٍ ، مزَّقتهُ رياحُ الإهمالِ و شفراتُ البعدِ  ، خيوطهُ المنسوجةُ من حريرِ اللهفةِ ، وأصوافِ التلاقي  تبدَّدتْ  منذ حقبٍ عديدةٍ ، رسمَ العثُّ فيها خرائطَ لأقاليمَ جديدةٍ
لا تحتاجُ في أعنفِ الهزاتِ لمقياسِ ريختر أو حتى ميزانِ حرارةٍ في الصداعِ
والطقسُ شتويٌّ باردٌ ، السنونواتُ هربتْ من أعاصيرهِ الغاضبةِ ، وراحتْ تبحثُ في صدرها عن ملجأٍ رحيمٍ و نثارِ قمحٍ أو فتاتِ خبزٍ تقتاتهُ لتسكتَ صراخَ أبنائها،
عاصفةٌ شرقيَّةٌ جائعةٌ التهمتْ بيادرَ الصمتِ الثَّريَّةِ
طوفانٌ جارف يقتلعُ جذورَ الصبرِ ويكسرُ جذوعَ
الحنانِ
أرزةٌ شامخةٌ تضمُّ عصافيرها بين الشِّغافِ ، تتنهدُ، تناشدُ إِلَهَ السَّحابِ أمطارَ اللطفِ وثلوجَ الفرجِ
تتسربلُ أجنحةَ النسورِ ، وتلبسُ عباءةَ الصَّبارِ السَّميكةِ ، تخيطُ لصغارها معاطفَ من كتَّانِ الضلوعِ ، و حرارةِ النبضِّ في العشقِ و الخشوعِ لاصقيعَ  في فصولِ الحبِّ أو فتورَ في مواقدِ شرايينها
ترنو للشَّمسِ ، تسائلُ الربيعَ لفازها أزهارَ الحلمِ والتؤدة ، و لوجهها هديلَ الحمام
تمنحها مقلمتهُ ممحاةً تمحوّ بها خرائطَ العثِّ في معطفهِ المهترئ
و ماسورةَ حنينْ تقيسُ خصرَ الشَّوقِ ومساحاتِ الحبِّ  المسلوبةِ في جسدها الأخضرِ
 مهندسةٌ معماريَّةٌ ترمِّمِ مايقررهُ مهندس الاتصالاتِ في جمهوريةِ المَدَنيةِ والحضارةِ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق