حبيبي الهاربُ من العتمةِ
وأنا ألملمُ ذكرياتي
من أطرافِ ثوبِ اللّيلِ الأسودِ
أشربُ فِنجانَ القهوةِ
المختلطِ بأنّاتي
أغفو على أريكةِ الأحزانِ
يتراءى لي طيفُك
في قعرِ الفنجانِ
وأنت تبحثُ عنّي في عتمةِ الظلامِ
أفتحُ عينيَّ
على وشوشاتِ
عطريْنِ
كان عطرُك
يناجي رائحةَ الهالِ
وعطرُ قصائدِكَ
يختالُ أمامي
يراقصُ هذينِ العطرينِ
......................
كنّا معاً روحاً
في جسدينِ
فجراً تلامسُ جبينَنا
أناملُ الشّمسِ
تمنحُنا دفءَ اللقاءِ
ونحنُ نحتسي
القهوةَ شهداً
ومن فنجانينِ
تفيضُ حلاوةُ الحسِّ
...........................
هل أُنادي على قارئةِ الفِنجانِ
لترى ما خطَّهُ القدرُ
على جدرانِ الطّالعِ
هل أوزِّعُ الصُّوَرَ
ليرى العالمُ
ما ابتكرتْهُ شفتايَ
تركتا أجملَ رسمٍ ابتكرتْهُ يد أمهرِ رسّامٍ
كانت شفتاي ذاكَ الرسّامَ...
نحنُ معا في القعرِ
عُدْنا كما لوْ أنَّنا
في أوَّلِ يوم بهِ تعارفْنا
يا ليتَ ما فيهِ يعودُ يضجُّ
حبّاً وعشقاً
وبعدَ عصفِ حنينٍ
يا ليتَنا تعانقْنا
وأقولُ
ما دمْنا معاً
ما عاد يهمُّني
إن كنّا من حقيقةٍ
أو كنّا من أوهامٍ
..............................
دخانُ سيجارتِكَ
لفَّني
حلزونيةٌ أناملُهُ
أمتشقُ سيفَ التَّحدي
بوجهِ قِوى الغدرِ
لكنّها
سلبتْكَ منّي
يا حسرَتي
فقدتُكَ
وعشتُ
مع فنجانِ قهوةٍ
في شجنٍ
يا لَغشاوة الدخانِ
خطفتْكَ منّي
حبيبي
وبكلِّ وقاحةٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق