أبحث عن موضوع

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

.لهذا بتُّ أكرهني .................. بقلم : محمد ذيب سليمان / فلسطين



لهذا بتُّ أكرهني

وأغرق في متاهات من الشجن
لأن اليوم حطاب ولا يرنو إلى الأزهار
في ثوب الربا الأخضر
وإن ما جئت .. نحو الأمس يسرقني
ولا يمضي بأحلامي إلى المستقبل
المملوء ألوانا
ولا يُزهر
لأن اليوم
يتركني على الشــطآن مرتعشا
بلا مَنٍّ ولا سلوى
ولا أهداب نورسة تدغدغ طيفي المبتل بالأشواق
في بحر به الأمواج تائهة
بلا مد ولا جزر
ولا بالدر إن قررت
قد أظفر
لهذا بت اكرهني ..
لأن الليل أحضنه
وأذرفني قرابينا بحضرته
وأملؤه من الاقماروالأحلام والذكرى
وأغرسـه بساتينا
وأوُدعه حنين القلب محتفلا بصحبته
فيغدر بي كنخاس
ولا يُقمر

لهذا بت أكرهني ...
لأن الحلم في مرآة أحلامي
يتوه معاندا نبضي
وأبحث عنه طول الوقت
لكني
أعود مرافقا فشلي
فأسرقني
وأذهب باحثا عني على الشطآن في وجل
فلا بالموج يغسلني
ولا بالدر يملأني
ويبقى نبضيِ المغلول
للمجهول يرسلني
فلا قمح على كفيَّ قد ينمو
ولا زيت به القنديل يرشدني
لنور يفتح الابواب في مدني
ولا خبز
ولا زعتر
وأعلم انني المصلوب منذ الأمس يا حسناء
في مدنك
وأنك باشتعال الشوق قد تخفين أحلامي
على شفتيك في خبث
وفي عينيك
في نظراتك الرعناء
كي أبقى
فراشا تشتهيه النار
لا يغفو ..
فهل أغفو وفي جفنيَّ
أوهام
وأقمار بدت بالحزن مثقلة
تدندن لحنها المبتل بالأوجاع
في خدر
فتسكبني
شــرابا للغد المجهول
مجنون
وترسلني
الى سفنك؟؟
لهذا بت أكرهني
لأني لا أرى إلاك يجمعني
فأوراقي على ساحاتك انتشرت
مبعثرة ومهملة
فلا كف لها تدنو
ولا عيناك ترعاها
وصوت الريح في الآفاق يخنقها
ولا تدرى
إلام الوقت يهملها
ومن في الكون يمهلها
وصوت البعد والأهمال
مجتمعان في بُردك
لهذا كنت أكرهني
ولكني ومنذ اليوم
بعد الوهم اجمعني
وأحضنني ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق