أبحث عن موضوع

الخميس، 24 نوفمبر 2016

موسم الحداد والحناء ................. بقلم : نجاح إبراهيم / سوريا


بين بغدادَ
وحلبْ
ألفُ جرحٍ أنزفته
خفافيشُ الظلام
يا للمكان!
مكسورٌ كوجهي
شطرته أناملُ الأيامى
وقلوبٌ صغيرةٌ لليتامى
وتلويحاتُ أيدٍ معروقةٍ بالشذر الأزرق
وشموعٌ أضاءت ردهاتِ الخرابْ
بين بغداد وحلبْ
أطلقتُ روحي من وجعٍ وتعبْ
طائراً خرج من زجاجة الأنين
وقلبي ملاءةُ ليلٍ
ترفُّ في مرقد " الحسين"
ألملمُ القهرَ الصّاعدَ
فلا أرى سوى زمنٍ تعامى
ودمٍ مسفوحٍ لطخ جناحيّ
فشابا ..
هل رأيتم طائراً يشيب من الأرجوان؟!
أيها الحزن!
موجُ الرّمادِ يُسافر في المدينتين
ويرتدّ صدى الجرحِ في موسم الحداد
من يكفكفُ الصّراخ المتورّمَ ،ويلمُّ دبيبَ الدّمع
والأسى؟
من يسدّ سخط المقهورين
اليشابه بركاناً
وميضاً.. مدى؟
أيها الرّاجفون كذبالةِ شمعة
شوارعُ حلب تطهّرت بالحنّاء
وأبناء خؤولتي
يستميتون وراء وريد مُطفأ
وقافلة السّكوتِ تعبر
بين ضفتيّ احتراق
أيها المتألمون مثلي!
ثوروا..
في وجه الرّماد
ذروه..
لا شاهدة نقيمُ إلا لمديح المطر
ثوروا..
في وجه ولاءاتِ الفتنة
وأقنعةِ السّادة الحجرية
ما عدنا نستمرئُ موتاً
يتنفسُ في شوارعنا
وأراجيحِ أطفالنا
وعتباتِ أحلامنا
وفوهةِ خبزنا..
الأقمارُ بدت تتفتحُ
وتتورّدُ ينابيعُ الشموس..
أراكم جيداً
أصبحتُ أبصرُ حين طعنتُ الشيب
في الجناح
ها أنتم..
تطلعون كإلهٍ خرافيّ
منتفضٍ من مقبرةِ الرّماد.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق