أبحث عن موضوع

السبت، 26 نوفمبر 2016

منازل الحب.................. بقلم : كاظم مجبل الخطيب // العراق


منازلُ كانت لا يفارقها البدرُ
وأمستْ بليلٍ ليس يعقبهُ فجرُ
***
منازلُ قد أفنى الزمان بأهلها
وأطلالها ينعى شواهدها قفرُ
***
وأنّي لأبكيها وفي القلب لوعةٌ
الى أهلها فالشوق موقدهُ جمرُ
***
أقبّلُ جدراناً تهدّم ركنها
كأنَّ شفاهاً ما يقبّلهُ الثغرُ
***
ففيها شذى تلك المنازل منهمُ
وفي كلّ جزءٍ من بقاياهمُ عطرُ
***
أصبّرُ نفسي حين ذكري لعهدهمْ
ولكنَّ دمعي ليس يمنعهُ الصبرُ
***
تملّكني منهمْ هوىً غير زائلٍ
كأنّيَ عبدٌ ليس يعتقهُ حرُّ
***
أُقادُ اليهمْ كالأسير محبّةً
فأعظمُ حبٍّ لا يُفكُّ بهِ الأسرُ
***
وما الظنُّ فيهمْ أن يخونوا عهودهمْ
سألقاهمُ يوماً اذا يسمحُ العمرُ
***
اذا مرَّ عيدٌ خلف بابي أراهمُ
فلا هوَ عيدٌ كان حلماً ولا مرّوا
***
لأرجعَ محزوناً وقلبي محطّمٌ
وفي كلّ كسرٍ فيهِ يتبعهُ كسرُ
***
فآهٍ على صدرٍ تحمّلَ همّهمْ
ولم يشكُ يوماً ما يُخبّئهُ الصدرُ
***
فلا أضحكَ اللهُ سنّي بعدهمْ ابداً
أجيبُ بماذا أنْ سُئلتُ وما العذرُ
***
ولا طابَ عيشٌ أو تذوّقتُ حلوهُ
وفي النفس طعم العيش دونهمُ مرُّ
***
محبّتهمْ فيها الغنى عن كلّ حاجةٍ
وتركهمُ مهما اغتنيتُ اذاً فقرُ
***
سؤالهمُ عزٌّ على باب دارهم
فطوبى لمستجدٍ سيبلغهُ الفخرُ
***
وما قلتُ خيرَ الشعر الّا لأجلهمْ
لهمْ هوَ مهرٌ لايقابلهُ مهرُ
***
اذا قلتهُ فالطيرُ ينشدُ لحنهُ
ويمسي تراباً حين يسمعهُ الصخرُ
***
تعمّدتُ ترك َ المالكين ومدحهمْ
وجدتُ بهِ رُخصاً وليس لهُ سعرُ
***
وصلتُ الى النجمات في مدح أحمدٍ
فما احتجتُ ما يعطي فتاتاً ليَ القصرُ
***
أطوّعُ موج البحر يأتي قصيدةً
وفي كلّ فصٍّ من قلادتها درُّ
***
أقمتُ صلاة الحبّ في كل موسمٍ
اذا متُّ أدري لايقامُ لها ذكرُ
***
منازل ذي الدنيا تزولُ جميعها
فلا خير فيها لو يغيّبها الدهرُ
***
ومنزل من أهوى بقلبي مقامُهُ
وموتي اذا ما جاء لا ينتهي الأمرُ
***
لأنّي بقبري لو ذكرتُ زمانَها
سأنهضُ لا موتٌ يحولُ ولا قبرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق