أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

وقفة مع نصوص فاضل حاتم .............. بقلم : حميد الساعدي // العراق



فاضل حاتم
منجز إبداعي يسابق الزمن
.
ذات صباح ، وفي ( كافيتيريا) المركز الثقافي في شارع المتنبي، كان لقائي الأول بالشاعر والأديب فاضل حاتم، قبل عام تقريباً، حين كان برفقة صديقي الأديب والمترجم باسم أبو زيد الذي عرفني إليه ودار بيننا حديث عن الأدب والشعر وعالم الكتابة ومن هنا كانت بداية معرفتي به.
ربما كان فاضل حاتم - من بين من أعرف - هو الأكثر إنتاجاً وأكثر غزارة في في نشر نصوصه، سواء على صفحته الشخصية وفي المجاميع الأدبية التي يكتب فيها، أو في إصدار مجاميعه الشعرية التي تضم انتاجه الأدبي الشعري ؛ فخلال عامنا الحالي أصدر فاضل حاتم أربعة مجاميع شعرية :
1- وداع ماري
2-وحده يكتب وصاياه الأخيرة
3- الموتى يتسلون بالذكريات
4 - وحدك قصيدتي ومنفاي
وهو بهذا كأنما يسابق الزمن في نشر منجزه الإبداعي الذي يمتد لسنين عديدة مليئة بهاجسه الإبداعي الذي اكتوى بنار الاضطهاد والتعذيب على يد النظام الدكتاتوري، وفيه رحلة مليئة بذكريات أيام المرارة والزنازين الموحشة وأقبية التعذيب والهلاك.
هي رحلة مبدع عراقي لقي ما لقي من هذا البطش والتنكيل وهو يوثق لمرحلة مهمة من حياته التي سطرها بقصائده والتي بقيت حبيسة الأدراج لعقود من السنين لتنطلق بكل عنفوان ، هو عنفوان من يدرك أن ما بقي من العمر لا يتسع للإنتطار طويلاً في إصدار منجزه وتثبيت بصمته، مؤرخاً لعذاباته الشخصية، وعذابات الوطن من خلال شخوصه ونصوصه.
وفي مثل هذه العجالة، ليس لي إلا أن أحيي صديقي الشاعر فاضل حاتم على هذا الدأب وهذا الجهد الذي يندرج في بصمة واضحة الخطوط والمعالم، لمن سيأتي من باحثين ودارسين لمسيرة الشعر العراقي، ولو بعد حين ، وستكون لي وقفة أخرى مع نصوصه في قادم الأيام إن شاء الله تعالى .

نصوص مختارة
------------------
كل الذين حسبتهم
رحلوا...
مازالوا يطرقون
أبوابَ ذاكـــرتي
*
أغلقوا جميع الأبوابَ
ونسوا
ان للجدار بابين
الأمل
والحلم
*
غداً في ساحة الاعدام
سأوقظُ الموتى
يشهدون
خيانتي
*
أن كنتَ
مبصراً
في مدينة العميان
أهرب قبل ان يفقأوا عينيك
*
الأملُ
فضاءُ
الزنزانةِ
*
الزنزانةُ
تتسعُ لأحلامنا
الكبيرة
السماء
تضيقُ بأحلامنا
الصغيرة
*
أخشى الليل
فالأحلام تسرّب إليها الخوف
المدنُ المعتمة
والخناجرُ الغادرة
والتيه
كلها تتسللُ
فوق الوسادة
داخل الرأس
والنهاراتُ سكك تائهة
أحلمُ بالهروبِ من الحلمِ
أدفعُ بجسدي خارج السرير
*
الحلمُ
الذي سرقني إليكِ
لم يدرك
إن لليلِ نهايةٌ
*
قصيدتي بلا ثياب
أظنها على مقاسكِ
*
في رأسيَ طواحينٌ
ورياحك عاتية
*
الزنزانةُ معتمةٌ
- هل جرّبتَ العيشَ في الزنزانة..؟!!
والحارسُ الليلي، يسترقُ السمعَ من سماواتِ البابِ المغلق
نافذة صغيرة، - تُدخلُ الهواء- كانت صلتنا بالبقاء مع الجوع والقمل
كنّا عشرة من الأغنام
نجلسُ كالجرذان الخائفة، ننتظرُ
كأساً من الذلِّ، ورغيفاً يابساً
ونحلمُ بالشمس والنهار
بالشوارع المزدحمة بالأسواق
كنّا نجرُّ كالخرفان
إلى ( كلّابٍ) بالسقف .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق