أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

أفتقدكِ .................. بقلم : عماد ألدعمي // العراق





أفتقدكِ
كأني والبحر والريح
وأنا وزورقي مبحرٌ

إلى شواطئ عينيك بمجداف الشوق
كأنك مرسى السنين المتعبات
وبقايا الليالي القادمات
أزيحي عني غبارَ الغربة
وانتشليني من ضباب الضياع
وتعالي فالعمرُ قد ضاع


أفتقدكِ
ولا أدري من أين جئت ؟
وكيف عبرت المسافات
لتستوطني المساحات
وتجوبي معي الطرقات
عالما مجهولا كنتُ قبلك !
لا أبالي لما يمضي من العمر
لكنني ما أن وجدتك
بت خائفا أن يمضي العمر
يا ليتني والفانوس السحري
أو طائر العنقاء
لأجوب سماءك
وأهبط أرضك
التي أجدبت يوما ما



افتقدكِ
يا من لا أعرف من أنت
وما سرك
وما سحرك
لكنني أعرف
أنك تغورين في أعماقي
وتسيرين معي
ما أمتد البصر



افتقدكِ
وأنا في زمن الانهيارات
وفي زمن الحرب والخيانات
وفي زمن بات مباعا فيه الحب
وفي زمن بلا وطن
وأنا أفتش عنك
لأنك وطن



افتقدكِ
حين يجتاحني برد الشتاء
في غرفتي الصماء
وحين تختلجني قصيدة
في ساعة المساء
وحين أشرب قهوتي رمادية اللون
وأمارس شهوتي في القصيدة
وحين أبحر في عالمٍ لا أعرفه
وحين يمرُ الوقت
أجد نفسي غريبا من دونك



افتقدكِ
وأنا على ضفاف الفرات
وأنا بين عيون النساء العاشقات
وبين طيور النوارس الغافيات
وكأنهن يترجمن أحلامي قصائد عشق مغناة



افتقدكِ
وأعلم أنني مغامر
وأنني أحاول أن أكسر القوانين
وأمحو من الخارطة عنوانا أسمه المستحيل
وأسن قانونا جديدا
أطلقت عليه قانون العاشقين



أفتقدك
ساعة الغروب
وساعة السحر
ويؤرقني ليلي
فأشكو للقمر
نصفان أنا
نصف هنا
ونصف هناك
والروح حائرة تجوب النصفين
أتعبها الترحال
آه ما أصعب هذا القدر



افتقدكِ
يا أنتِ ....
فعلاّم الصمت
يا أنت ....
يا سر الكلمات
وثناياها الموجعات
ويا بقايا ما هو آت



أفتقدكِ
لحنا يطربني
وشعرا ينتشلني
لعالم اللا معقول
لعالم المعجزات
لعالم ليس فيه إلا أنا وأنت
وبعيدا عن كل القارات



أفتقدكِ
فتعالي كي ما تجف محابري
وكي ما تموت زهرة الياسمين
في واحاتي
وبين قصائدي ودفاتري
تعالي فأبواب مرافئ العشاق مفتوحة
والطرقات يحيها حفيف الشجر
ومقعدنا يشع عليه ضوء القمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق