أبحث عن موضوع

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

عودة الحلاّج .................... بقلم : .المفرجي الحسيني // العراق



عقبان سوداء جاءت في الغفلة
مع الريح وامواج البحر
خدعوا الناس
حبسٌ في السجون الباردة
خنجر مزروع في الظهر
ذئاب تغرز الانياب
قريتي ضيّعت طابعها
لم يبقَ من اشيائها الاليفة القديمة
غير الذكرى الاليمة
لن تَرهق أنفاسنا أنياب الذئاب
لن تنبت أرضنا بغاء
يا بلدي الغائب الحي في تربة الماضي
تحتضر
أغرب الانغام يطلقها في وجهك
المبتسم
يا جنة في الارض
ما ذا يحاك للفجر
كفن ؟
سأترك في درب الآلام كفني
احفر دربي في ليل حالك
عذرا يا حلاّجنا الجديد
أشْلَتْ عروقنا الظنون
نخاف أن تكون أفيونينا الجديد
نخاف الايمان في نهر السراب
لأننا يباب
خَلّفنا لظمأ الرمال يضيع في المدى
تسأل السحاب والنجوم عن منزل
الشّرع الابواب
لم يعد للذوب في هياكل الامل من
دمعنا شموع
ظننّا بكل من يجيء وعبر الليل يسيء
يسأل الحلاّج عن جراحه
كأنها علامة سؤال
ليطمئن القلب بما نعتوه أنه كفر
هذا المصلوب يرقى في سُكر الغيبوبة
نحو المحبوب الباهر
ينبوع النور
من أعماق النفس يفور في هذا البيت
الطيني المقفل
تسمع صوتا ينساب
صوتا غيبيا ينهمر
الصمت لهّاث يستقر
تَبتَّلُ منه أنفاس الاموات
تسري فوق تراب القبر
الناس حفاة عراة
الارض دمار
رغيف
تموج الانغام للجسد الضارع في
استسلام
ما يطفئ شوق الظمآن
حبٌ ووَجد ولهاف
نمضي كالحلم جرحى
بسيوف الرغبة والزمن
بعد اهتزاز الصور
نغنّي لوجه القمر
نرقص فوق القبور
وعادت البلاد أرض الشُعل
لعل الدخّان يعود عِطرا
وتحلو لأهدابنا
رِحلة على غيمة بيضاء
تمّد بساطا يهدهد فوق الريح
والريح زمهرير يجرح الخدين والشفاه
ضلوعَنا مواقد الرياح
والدمع مالح صديد يلهب الجراح
مؤرق
أُحسُّ في ضلوعي النبال
قلب يتمزق بضباب أحلامه
حلاّجنا
لا يخشى ظلمات الموت المحتوم
الموت جسور يتضرع بصمتٍ
سَلحنّي بالحق الساطع في وجه الطغاة
يغتصبون خبز المستضعفين
وإن النقمة ضعف العاجز
يا ساكب نفسي
حررّها من قيد تراب
كيف تعرف أسمى الدرجات ؟
يا من شغل قلبي بعشقك
اقْبَلْ صمتي
فالصمت صيام
فيطير القلب المُستَعِر
يدخل في آفاق الكشف
يدفن في صدره الاسرار
ويخبئ تحت الاجفان
فيض دموع الخشية
نشر اليل ردائه
وكان كحلا مذرورا تشربه الاجفان
يُعَرّي آفاق المجهول
أيها المبحر في المجهول
لم يغمس السراديب الدجى يوما مصباح
جدولا ضيّع في الليل الدجى مصبّه
وتنادى عن ثرى اكواخ الخير
إن عزمنا بسيوف الجبناء
رمح يقاتل في ذرى الريح
طواحين الهواء
آن...أن نحضّر للناس ونرمي
خرقة الصمت
أن ندّق أعناق الاصنام الجديدة
عاشت للذّات في قصور اللذّات
آن. أن تنبعث العنقاء من تحت الرماد
ويكّف السندباد عن حكايات الاسفار
يكفينا للغد يقظة بعد عناء
نهدم الكون الذي شاخ
ونبني غدا مُشّرِفاً
كونا جديدا
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق