أبحث عن موضوع

الاثنين، 27 يونيو 2016

النصوص المشاركة في الاصدار الثالث لصدى الفصول ............. للشاعر : بلال الجميلي / العراق




(  1 )
دموعٌ أبجدية
نعيٌ جديد
يصفعُ غرَّة الصَّباح
يستدعيَ السواد في يومٍ بريء
ولا يزال في فَمي طعمُ رِثاء
مِن دربِ وأدٍ ليسٍ بالبعيد
شحَّ الهواء
هل أرضُنا تدور ؟!
أيَّامنا ترجَّلت
وغفوة الظّلام
استيقَظَتْ
وضَعفنا موتٌ بَديل
يَسطو على الوُجوه
يعلنُ حَرب الأوبئة
يَمنحُنا أمتعة الرّحيل
ورحلة بلا ثمن
فمن يعين ميَّتا على المسير؟!
وفرصة النَّجاة كالمحيط ..
في مياهِه وكرُ فِخاخ اللاجئين
تنقذُهم أكفان
تلبسُ بالمجَّان
بياضُها حقيقةٌ يَخافُها الإنسان
فهل لنا وُجود !
وحِكمة العرَّافِ من بَلادةِ المجنون
من أسفلِ الخلود
ينعتُنا حافرهُ بِصيدهِ الثّمين
ينعتنا بموسمِ الأرباح
ورأسُ كلِّ ساعةٍ ترمُقُنا مَقاصِل الأخبار
بحجّةِ الزّحَام
يا كوكبَ السَّماء هل تُعيرني سَكن
من نجمتَينِ فيهِما أوطّنُ الوَطن
يا للوطن
يا للوطن
ضاعَ الذي فوقَ الوطن
فمن لمن يعود ؟
يا حضرةَ الغيمِ الذي يضمِّدُ الجبل
ألا يزالُ الموت حاكما على الدّيار
بنرجسيةِ الرَحى
بلا عهد.. بلا خَجل
كم يلزمُ الإنسانَ حزنا كي يعيش ؟
غذائُنا مسممٌ
مسيرُنا مشروع انتِحار
أعيادُنا مُوقوفةٌ
و حَفلنا
وعدٌ على جنازةٍ
وصيحات وليدنا
أغنيةٌ تختزلُ الحياة
يخبِرني قطر النَّدى كأنَّه الدّموع
عن أجَلِ الصفصافِ في الرَبى
وقد تَداعى ماؤه عند السّواقي
أينَ أدَوِّنُ الأسَى هذا الصَّباح
ودفتَري يُرهِقني
ملأتُه مَراسِم العَزاء
كأنَّه سِجلُ قيد الراحلين
تَسابقوا على تذاكر الخِتام
يقودُهم صغيرًهم
يتبعُه الكُهول
سأحتسي قَصائدي
كي أنتُج البكاء
فكلّ كلمَة أنَا
وكلُّ أحرُفي هُنا
كانت غَسولَ مأتمٍ
أو قطرةً نافقة
جفَّت بنهرٍ صائم
و جرحِ حربٍ نازفٍ
يحلمُ بالبقاء
أو علماً ممزّقاً
يَنشِدُ دوما موطني
لتخبو الحياة بالنشيد


(  2 )
غزل بغداد
لنا ريَاحينُ الهوا مَدينــــةٌ = نستَنشقُ القباب فيها والثّرَى
عاصمةٌ من مهدِها ولم تزل=إن أقبــــل الدَّهرُ لها أو أدبرَا
حاضرةٌ قد أبهرت زمانها= وأشرقت لعهدنــا فــــانبهرَا
حسناء مالت ترتوي لنهرها=قبَّلهـــا منتَشيــــا واستكثرَا
شعَّت تباشير الهوى في أهلها=فعانقوا النّخل وضمُّوا الأنهرا
بغدادُ يا صبحً يثيرُ نورَه =تنثره لفجّرهِ كي يظهرا
ينتسبُ العلم لها هويًة =مذ ولدَ الحرف و رَصَّ الأسطرا
وترفعُ البنيانَ عن سكونِها=جدرانها تحنو وتدنو المعشَرا
وطيرها اصطفَّ على أكتافها= لـــيعتلي سلطانها المُعَمَرا
ويسهرُ التاريخُ في قصورِها = ويشرب الخمرَ على أن يسهرَا
أن تخْفِها الغيوم عن لذّاتنا= نثورُ في رجائها أن تمطرا
تزورها الشّمس على ميعادِها= تسومها الود لتخلي القمرا
لها الرّياحُ و الأغاني والنّدى=أصداؤها إن سكتت لن تذكرا
بغداد حبي ما رأت بصيرَتي= عذراءُ أمصارٍ ومرجٍ وقرى
ما يصنع الوسنانُ في أحيائِنا=يرى صبا أنثى وطيفًا أشقرا
سأنشدُ الأشعارَ فيكِ مغرما=ما أنشدَ العصفورُ غصنًا أخضرا

( 3  )
ايماءات
خفيّةٌ خلف بَشر
تُداعبُ تَمرُّدَ نمرٍ مُتَّكئ
تَلمِزُني من بينَ أنقاض وَطن
وَنظرتي حاناتُ ألوانِ النّزَق
تَحت نجمة تنُّوي التّشظّي
لهفًة ..
على تلٍّ أنارتْ وجنَتاه
جنِّيّةُ الحضُور
تباغِتني من دَعكِ شَعرٍ
تّهمسُ في أُذُنِ الخُرافة
قد يَطولُ رَبيعُ أيّ عام
فقَط ..
انوِ وصَدّق
السنينُ تَلِدُ أياما تَوائِم
سّمِّ وليدَكَ ما تَشاء
قَبائلُ الزُنوجِ عارية
ارتَدِ جِسمي على هَيكل قَلب
هنا بِدايةُ الأزل
حياتُنا لونُ أظافر امرأة
وبَسمةٌ
تَطلِقُ مَخزونَ مَشيبٍ من تَصابٍ
سأعتَرف
عَينِي رَسولٌ ماجنٌ
لا يكتَفي من رُؤية الطّريق
لهُ فِيه مَآربُ أخرى
حِمْيَتي مُخادعة
حقيبةٌ لا تَسع دواءَ قلب
لكنَّ يَدي تَستطيعُ مَسكَ وردة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق