حلم شيخ ................ بقلم : حسن ما كني // تونس

تبتدأ الرحلة بحلمِِ
في قرية تتربع فوق غيمة
على قمة جبل يرنو إلى السماء
وشيخ في السبعين
منسي من صفحات الفناء
في خريف العمر
يصارع للبقاء
يحلم بطفل
يخلد إسمه
يرفع رأسه
يحمي العائلة بعده
يحقق ما عجز عنه
هكذا كان يدعوالله
ذاك الشيخ في كل رجاء
......

ذات صيف
في ذاك المساء
صرخة فبكاء
فرحة فدعاء
طفل هلّ
ترتسم الفرحة في مواويل النساء
ثم إسم يميل إلى الحُسن
هكذا قالت عجوز
كالبدر هذا الطفل
فليكن حَسَنُُ على لائحة الأسماء
تقول الأم: فليكن
لكن لا بد من مشورة الأب
فتلك قناعتي
وتلك سنة الأشياء
......
شيخ السبعين
لا زال عصيا على الموت
لا زال يصارع للبقاء
صابر....... قانع
رافع صلوات الصدق في كل دعاء
ما تألم من قسوة الأيام
جَلِدُُ
شهم
كريم
حليم
و لغير الله يوما ما انحنى
......
ذاك المساء
...........؟!؟
ما عاد الشيخ ذاك المساء
ترجّل الفارس
كسره الموت
أذعن للفناء
هكذا ذاع الخبر
هكذا تناقلت الأنباء
تلك هي الدنيا
تلك مشيئة الله
والله يفعل ما يشاء
موت فولادة
ولادة ففناء
بكاء ففرح
فرح فبكاء
........
مات الشيخ
وما رأى آخر عناقيد الفرح
رحل شيخ السبعين
وفي القلب حلم ورجاء
ترجّل الفارس
غاب في صمت المساء...