أبحث عن موضوع

السبت، 5 مارس 2016

إلى من يهمُّهُ الأَمرُ ...................... بقلم : حسن عيسى // العراق


جاءني أَمْرُكَ وَالدَّمْعُ جرى
ما كَتَمْتُ الشَّجْوَ إِلاّ ما يُرى
كَيْفَ لي أَنْ أَكْتُمَ السِّرَّ وما
طاقَةٌ تخفي عَناءاً أُضْمِرا
مَوْطِنِي هَمُّكَ أَدْمى مُقْلَتي
فَجَرى الدَّمْعُ بهاراً أَحْمَرا
مَوْطِنِي أَمْرُكَ عِطْرٌ ناشِرٌ
لِصِنوفِ العِطْرِ حَتّى يُنْشَرا
مَوْطِنِي أَمْرُكَ يُفْدِيهِ الحمى
أَنْ أُوارى في ثَراكَ أَلأَطْهَرا
مَوْطِنِي يَصْبو لِجَفْنَيْكَ الهوى
وَيَذوبُ العِشْقُ عَطْفاً أَزْهَرا
مَوْطِنِي حُبُّكَ أَرْدى مُهْجَتي
وَكأَنَّ المَوْتَ هَدْيٌ يُشْتَرا
مَوْطِنِي أَدْري بِما تَشْكو بِهِ
مِنْ عِضالٍ لِظَلامٍ أَخْسَرا
مَرَضُ الأَنامِ يَحْكي ما مضى
حاضِرٌ مِنْ سالِفٍ ما يُجْتَرا
يَهْمِلُ الحاضِرَ عِندَ المُرْْتجى
ماسكاً رَحْل َ قَدِيمٍ أُطْمِرا
صَعْقَةٌ للْنَّاسِ ترجو صَحْوَةً
وَعسى المَصْعوقُ يحي الأَغْبرا
وَظلامُ النَّفْسِ يَجْثو غِيلَةً
جَمَّل َ الليْلَ البَهيمَ الأَسْتَرا
هُو َ أُس ٌّ لِلْخَطايا كُلِّها
نَمَّ في النَّفْسِ فُجُوراً أَضْورا
مَوْطِنِي أَيْنَ الَّذي كانَ لَنا
صارَ هَمَّاً أَمْ رَبِيعاً أَخْضرا
أَيْنَ في التأْرِيخِ رَمْزٌ قَدْ بَنى
لَمْ يَكُن ْ إِلا ّ خَيالاً مُدْبِرا
سَئِمَ الوَعَّاظُ مِنْ وَعْظٍ فَما
يَنْفَعُ العَذْلُ صَقيلا ً أُعْذِرا
مَوْطِنِي رَغْماً على كُلِّ الدُّنى
مَنْ رأى العِزَّ مُقيماً كَبَّرا
مَوْطِنِي قُرَّةَ العَيْنِ الَّتي
لا ترى غَيْرَكَ بَيْتاً وَالقِرى
مَوْطِنِي يا مُهْجَةَ القَلْبِ الَّذي
لا يَرى غَيْرَكَ مَجْدا ً وَالذُّرى
مَوْطِنِي لَو كُنْتَ مِفْتاحَ اللّضى
لاجْتَهَدْتُ أَن ْ أَكونَ المُسْبِرا
مَوْطِنِي تِلْكَ جُمُوعٌ تَفْتَدي
أَنْفُساً لَوْ شِئْتَ كان َ الأَكْبَرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق