جلس بجوار نافذة المقهى. يتأمل المارة الذين يكلمون أنفسهم
ويثرثرون أكثر مما ينبغي. مصابون بلوثة الهذيان المزمنة...
والأحلام البعيدة المنال. يحرثون الأرض بأبرة ويسقونها بنهر
من السراب. همْ يترنحون من شدة الوهن الذي نخر أجسادهم
العالم يضج بهم. وتخبو الأضواء لرؤياهم أزقتهم ممتلئة بالضجر
والبؤس والجنون والجثث المرمية في زوايا الغرف الموحشة
لا يملكون من الأرض حتى قبورهم ومن السماء سوى رحمة
الآلهة.........الليل خيم على وحدته. أوصى النادل بفنجان قهوة
آخر رماه في جوفه على عجل. متذمرا.. ضجرا..نهض يتوكأ على
ظله ومضى وحيدا يثرثر مع نفسه..........!!!!!!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق